Loading...

جبران تويني

جبران تويني

5-11-2015

لم تتوصل السلطات اللبنانية والدولية الى هوية الفاعل في حادثة اغتيال الصحافي جبران تويني بتفجير  استهدف سيارته اثناء انتقاله من منزله الى مبنى جريدة النهار 12 كانون الاول 2005، وحتى الساعة لم يعلن رسمياً عن اي تقدم محرز في التحقيق بقضية الاغتيال.

عشر سنوات ارخت بثقلها على ملف الاغتيال، الذي بات طي نسيان كما تؤكد الصحافية ميشال تويني ابنة جبران تويني. تشير تويني الى ان عدم التوصل الى الفاعل في قضايا الاغتيالات السابقة المرتكبة بحق الصحافيين في لبنان، ساهم في تجرأ القتلة للنيل من جبران تويني وسمير قصير مع معرفهم انه سيتم الافلات من العقاب. واعتبرت تويني ان عواقب الافلات من العقاب خطيرة، خصوصا انها تساهم في ان يضع الصحافي قيودا لنفسه ويمارس نوعا من الرقابة الذاتية حفاظا على حياته.

كثيرا ما شعر الصحافي اللبناني جبران تويني انه "مشروع شهيد". والموعد لم يتأخر. لم تكن عقارب الساعة قد حطت عند التاسعة صباح الاثنين 12 كانون الاول 2005 حين دوى الانفجار.  أربعون كيلوغراماً من مادة ال "تي. ان. تي". موضوعة في شكل " 7"  أي علامة النصر، ومزروعة داخل سيارة أعدت لانجاز المهمة. وما ان وصلت سيارة جبران تويني ومرافقيه بالقرب منها، حتى انفجرت غير منتصرة، وحوّلت الجسد أشلاء. تطاير بحراسة مرافقيه اندريه مراد ونقولا الفلوطي اللذين رفضا الافتراق عنه. في ذلك اليوم، نالوا من جبران تويني مدمن الصحافة والسياسة، وفارس "النهار" وصوتها المدو.

 لم يصل جبران تويني الى جريدة "النهار"، وصل الخبر. أنجز جبران تويني المهمة التي بدأها معلناً انطلاقة الجيل الثالث من "النهار". هو سليل عائلة امتهنت الصحافة، من جبران الجدّ المؤسس عام 1933 الى غسان الأب عميد "النهار"، وصولاً الى جبران الأب والحفيد الذي لم يرث المهنة، بل تدرّج فيها منذ العام 1975على يد مدير التحرير السابق فرنسوا عقل، لينتقل بعدها الى مجلة "النهار العربي والدولي" الاسبوعية عام 1978 حيث كان اختباره الصحافي الأول في باريس قبل انتقالها الى بيروت، ليصبح المدير العام ورئيس تحريرها.

ويذكر معارضة تويني للوجود العسكري السوري في لبنان، اذ كتب مئات المقالات التي انتقد فيها هذا الوجود والتجاوزات التي تنتقص من سيادة لبنان واستقلاله. وتحوّل تويني أبرز وجوه المعارضة، حيث انخرط في لقاء "قرنة شهوان" المعارض عام 2000،  وأصبح أحد أهم أركانه. عام 2004، وغداة التمديد لرئيس الجمهورية إميل لحود، انخرط في لقاء "البريستول"، ليصبح بعد فترة وجيزة أحد أبرز الداعين الى إقالة لحود وانسحاب القوات السورية من لبنان. وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 ، شارك بفاعلية في تنظيم انتفاضة الاستقلال، وبعد شهر تقريباً وتحديداً في 14 آذار، أطلق قَسَمه الشهير في ساحة الشهداء الذي ما زال يردده مئات الآلاف من اللبنانيين. في 29 ايار 2005 ، انتخب نائبا. اذ زاوج بين الصحافة والسياسة والعمل البرلماني، وساهم في تقديم عدد من الاقتراحات الى البرلمان.