Loading...

العالم يتظاهر ضد "فوبيا المثلية الجنسية"

نعيش حالة من الانقسام وإزدواجية المعايير. ندافع عن الحريات والحقوق بطريقة مجتزأة واستنسابية. ندعم حرية التعبير، لكن لا نسمح للبعض بالتعبير عن حريتهم الجنسية. لا نفسح لهم المجال للحصول على حق كفلته جميع التشريعات العالمية. هذا وبإختصار ما نعيشه اليوم في لبنان. امام هذا الواقع، يتزايد أعداد الناس المجبرين على الصمت حول العالم بسبب ميولهم الجنسي والجندري، بالرغم من التقدم الثقافي الذي نعيشه حالياً.

تنطلق في 17 مايو/أيار اليوم العالمي لمناهضة ما يسمى "فوبيا المثلية الجنسية والتحول الجنسي" (IDAHOT)، حملة دعم تنظمها كل من منظمة  ARTICLE 19 (منظمة تدافع عن حرية التعبير والمعلومات وتقف ضد التشريعات القمعية)، ولجنة (IDAHOT)، اضافة الى IFEX (الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير) من أجل الإنضمام الى آلاف الأصوات المطالبة بحق المثليين في حرية التعبير، والمطالبة بوضع حد لثقافة العنف والترهيب التي تؤدي الى الرقابة الذاتية من المثليين والمثليات ومن وسائل الاعلام، ورفض التشريعات التمييزية التي تجرم مناقشة القضايا المؤثرة على المثليين.

كما ستطالب الحملة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بتفعيل هاشتاغ "#LGBT" خلال اليوم العالمي لمناهضة "فوبيا المثلية الجنسية".

يعيش غالبية سكان العالم في بلدان ذات قوانين تجرم المثليين جنسياً، وتحظر تبادل المعلومات والأفكار ذات الميول الجنسية. فيما تتنوع الانتهاكات بحق المثليين جنسياً بين تشريعات قمعية وتخويف وعنف، وهو ما يتنافى مع حق هؤلاء في التعبير بحرية، لأنه حق مقدس من حقوق الإنسان.

يرى عضو جمعية "حلم" طارق زيدان ان واقع المجتمع اللبناني تغيب عنه الثقافة والتوعية في ما يتعلق بقضايا المثليين جنسياً، وهو ما يعيق التقدم على هذا الصعيد. وتابع زيدان "النقص في التشريعات يساهم أيضاً في ترهيب المثليين جنسياً، خصوصاً مع وجود المادة 534 في قانون العقوبات، التي تجرم الجماع المخالف للطبيعة".

يوافق المدير التنفيذي للمؤسسة العربية للحريات والمساواة جورج قزي زيدان الرأي بشأن القوانيين القمعية و غياب وعي المجتمع بشأن الحريات الجنسية في لبنان، لكنه يؤكد على التطور الذي تشهده وسائل الاعلام اللبنانية في دعم الحريات الجنسية. مضيفاً ان التوعية يجب ان تطال ايضاً القوى الأمنية التي تتعامل مع المثليين جنسياً على انهم مجرمين يجب محاسبتهم.

في المقابل لا يمكن ان نغفل ان هناك تحسناً كبيراً يجب ان يتم تكريسه في منح المثليين حقهم في التعبير على الصعيد العالمي، كان آخرها ما شاهدناه في مسابقة "يوروفيجن" أكبر مسابقة أوروبية للمواهب الغنائية، وفوز المتحولة جنسياً كونشيتا فورست من النمسا في حفل شاهده حوالي 180 مليون مشاهد عبر شاشات التلفزيون في 45 دولة. اذ أكد المنظمون الدنماركيون للمسابقة أن الفكرة الرئيسية في مسابقة "يوروفيجن" هذا العام هي التسامح ورفع علم قوس القزح الذي يستخدمه المثليون والمثليات وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيًا. في هذا الإطار، وتزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة "فوبيا المثلية الجنسية" (IDAHOT) أعلنت صحيفة الغارديان البريطانية عرضها ولمدة اسبوع جميع كتب الأطفال التي يلعب دور البطولة فيها شخصيات مثليية او متحولة الجنس، للمساهمة في توعية الأطفال حول تقبل المثليين جنسياً، وذلك بسبب دورهم المستقبلي في تغيير أفكار المجتمع.