دراسة اجتماعية تحليلية تقوم على رصد كيفية تعاطي الاعلام مع قضايا العمال الاجانب بهدف معرفة مدى التزام الاعلام اللبناني بمعايير الصحافة المحترفة القائمة على الدقة والحياد والانصاف وعدم الانحياز في تناول تلك المواضيع ولتحديد حجم هذه التغطية والمواضيع التي تناولتها وكيفية مقاربتها. وقد تبين من نتائج الدراسة انه من الناحية المهنية، يعالج الاعلام مواضيع العمالة الاجنبية في لبنان من زاوية كونه مشكلة وبنبرة اعلامية سلبية غالبة. اما من الناحية الاخلاقية، فتقع وسائل الاعلام في اخطاء كثيرة وفادحة كالتمييز العنصري واحتقار الاجانب ودعوات الى العنف وتعميم صور نمطية تظهر العمال الاجانب اقل شأناً وتابعين.
غير انه تبين ايضا وسائل الاعلام لا تتساوى بين بعضها. فمنها من انتقد العنصرية الظاهرة عند بعض اللبنانيين وحتى عند بعض المسؤولين اللبنانيين، واولت قضايا حقوق الانسان مساحات كبيرة ودافعت عن قضايا العمالة الاجنبية.
اما التوصيات التي خلصت اليها الدراسة فكانت تحث الاعلام على التعاطي مع هذه القضايا بايجابية اكثر والتركيز على مواضيع تتعلق بحقوق العمال اكثر من المشاكل التي يثيرونها، ونشر ثقافة اعلامية في كليات الاعلام والمؤسسات الصحافية تحارب العنصرية وتسوق لاخلاقيات المهنة والاحترام مبادئ حقوق الانسان.
