Loading...

ذوات الاحتياجات الخاصة معرّضات أيضًا للتحرّش

 

رغم معاناتها من شلل نصفي، لم تسلم سناء (30 عامًا) من التعرّض للتحرّش مرات عدة، خصوصًا خلال استخدامها وسائل النقل المتاحة في لبنان، في ظاهرة تطال ذوات الاحتياجات الخاصة من دون أن يُسلّط الضوء إعلاميًا عليها.

 

في كل مرة تجد نفسها في موقف مماثل، تحاول سناء، وهو إسم مستعار، أن تدافع عن نفسها. وتقول لموقع "مهارات نيوز": "أغلب مواقف التحرش التي تعرّضت لها كانت في التاكسي من رجال مسنين أو حتى شباب".

 

وتروي "يحاولون الاقتراب مني عبر أحاديث ذات إيحاءات جنسية، والتكلّم عن فراغ عاطفي يمرّون به، ومن ثم يبدأون بمحاولة لمس جسدي والاقتراب أكثر". 

 

ولم تتردد في إحدى المرات، بعدما تمكنت من تسجيل رقم السيارة، من تقديم شكوى. وتقول إنها باتت تحتفظ في حقيبتها بأداة حادّة لتتمكن من الدفاع عن نفسها إذا اقتضى الأمر.            

 

تبدي سناء أسفها "لانعدام الشرف والقيم والمبادىء عند البعض". وتسأل "كيف يسمحون لأنفسهم التعرّض لامرأة مهما كان وضعها؟" مبرّرة ما يقدمون عليه بمعاناتهم "من نقص ما".

 

عبر الحديث عن تجربتها، تأمل سناء التي تعمل متطوّعة في إحدى الجمعيات، وهي مدرّبة قيادة حياة مدنية لذوي الاحتياجات الخاصة، أن تشجّع نساء أخريات على التحدث عن تجاربهن وتخطي هواجسهن والشعور بالخوف. وتشدد على ضرورة رفع نسبة الوعي وتشجيع النساء على الدفاع عن أنفسهم، داعية وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء أكثر على هذه الظاهرة.

 

وتعدّ قضية التحرش من أبرز القضايا التي تركز عليها جمعية "كفى" في نشاطاتها. وتسعى للتوعية عنها ومرافقة الضحايا قانونيًا ونفسيًا واجتماعيًا، وفق ما تشرح المحامية في مركز الدعم التابع للجمعية فاطمة الحاج.

 

وتقول الحاج لموقع "مهارات نيوز": "لا شك بأن دورنا ودور الجمعيات الأهلية الأخرى مهم، لكن يبقى الإعلام الوسيلة الأسهل والأصدق عند الناس". 

 

وتوضح "من الطبيعي أن تحتاج ذوات الاحتياجات الخاصة إلى حماية ودعم أكثر من سواهن،  لكن القوانين لم تضمن إجراءات خاصة بهن، كإبعاد المعتدي عن الضحية وعدم التعرّض لها، أو الحصول على تعويض فوري".

 

وترى أن "كل من يتحدث عن تجربته مع التحرش هو شخص شديد الجرأة، خصوصًا في مجتمعنا الذي لا يرحم قويًا أو ضعيفًا"، فكيف الحال إذا كان من ذوي أو ذوات الاحتياجات الخاصة؟

 

خلال لقاءات تنظمها جمعية "حالتك" التي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، لمساعدة شابات وسيدات على الانخراط  في المجتمع وتحفيز ثقتهن بأنفسهن، وتدريبهن على إجراء مقابلات عمل نتيجة عدم امتلاكهن المعرفة المطلوبة، يعترف العديد منهن  بتعرضهن للتحرش خلال الدراسة أو العمل وحتى ضمن العائلة، وفق ما تشرح مديرة الجمعية أمل الشريف.

 

وتقول الشريف لموقع "مهارات نيوز":"تحاول الجمعية توعيتهن خلال اللقاءات، وخلال مشاركتهن تجارب عاطفية غالبًا ما يقعن ضحيتها".  وتنتقد بدورها وسائل الإعلام التي "لا تسلّط الضوء على هذه الظاهرة رغم الإحصاءات العالمية التي تؤكد التحرش بذوي الاحتياجات الخاصة على نطاق واسع، فيما تكتفي بالمقابل بتسليط الضوء على بعض الحالات التي تتعرض للاغتصاب، وتحاول إعطاء مساحة للمُغتصب لتبرير فعلته". 

 

وترى أن الإعلام "غالبًا ما يعرض صورة الضحية، منتهكًا خصوصيتها، من دون عرض حلول أو تحديد هدف من نشر القصة أو الحادثة" لينصبّ اهتمامه على "جذب نسب مشاهدات عالية وإثارة الجدل". 

 

ومن الأسباب التي تجعل التحرش يزداد بدل أن ينقص، غياب التوعية من جانب الأهل الذين، وفق الشريف، يعتبرون أنه يجب أن "يحظى أولادهم ذوي الاحتياجات الخاصة بحماية مفرطة ويلازمون المنزل بشكل شبه دائم، لتحصل الصدمة عندما يأتي اليوم الذي يخرجون فيه إلى الحياة الخارجية المليئة بالصعوبات والتحديات".                                                         

 

وفي غياب إجراءات رادعة وقوانين حاسمة، بحسب الشريف، تبدو نسبة تقديم الشكاوى أو رفع دعاوى ضد متحرشين ضئيلة جدًا.

 

TAG : ,ذوات الاحتياجات الخاصة ,التحرش ,إيحاءات جنسية ,لمس جسدي ,شكوى ,الضحايا ,حماية ,دعم ,الإعلام