Loading...
halftrue

صحيح جزئياً

الأجسام المضّادة الذاتيّة تهاجم الـDNA؟
24/11/2020

نشر موقع "بلدتي" مقالا بعنوان "مصيبة عن متعافي كورونا.. مضادات تهاجم الجسم بدل الفيروس".

استند المقال إلى دراسة أجراها موقع MedRxiv ونشرت في صحيفة new york times مفاده أن "في مرحلة معينة ينتج المتعافون جزيئات تسمى “الأجسام المضادة الذاتية” التي تستهدف المادة الوراثية (DNA) من الخلايا البشرية بدلا من الفيروس".

فهل صحيح ما ورد في المقال عن الدراسة؟

وجدت الدراسة أن بعض الناجين من Covid-19 يحملون علامات مقلقة على أن نظامهم المناعي قد انقلب على الجسم، وهو ما يذكرنا بأمراض موهنة مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.

وتقترح الدراسة أنه "في مرحلة ما، تحول نظام الدفاع في الجسم لدى هؤلاء المرضى إلى مهاجمة نفسه بدلاً من الفيروس. ينتج المرضى جزيئات تسمى "الأجسام المضادة الذاتية" التي تستهدف المادة الوراثية من الخلايا البشرية، بدلاً من الفيروس."

وأوضحت الدراسة أن الاختبارات الحالية التي يمكن أن تكشف عن الأجسام المضادة ، تمكّن الأطباء من تحديد المرضى الذين قد يستفيدون من العلاجات المستخدمة لمرض الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي والتي تخفّف حدّة النوبات.

وفي تفاصيل الدراسة التي جرت على 52 مريضا بكوفيد 19 لا يملكون أمراض مناعيّة سابقة تبيّن أنّ 70% من نصف المرضى الأكثر خطورة لديهم مضادات ذاتية (autoantibodies) ضدّ أهداف الإختبار.

في هذا الخصوص ما تؤكده منظمة الصحّة العالمية إلى اللحظة أنّ الـ B-cells المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضّادة تختفي تدريجيا عند انتهاء الإصابة والأجسام المضّادة التي أنتجتها تختفي بعد عدّة أشهر.

إذا ما ورد في المقال صحيحا لجهة نقله الدراسة، لكن المشكلة هي في تعاطي الوسائل الإعلامية مع هذه الدراسات على أساس أنها حالة عامّة مثبتة علميّا في حين المراجع العلميّة الرسميّة لم تؤكّدها.

إضافة إلى استعمال لغة العاطفة بغية المبالغة في ما يطرحه المقال، مثلا "على الرغم من أن اسمه بات مألوفاً للعالم وبكثرة، إلا أن أفعاله ليست كذلك أبداً. فكورونا المستجد أضحى يستمتع بتحيير العلماء والأبحاث وحتى الأجسام"، فهذه اللغة لا تتناسب في التعاطي مع الأمور العلميّة البحتة ككوفيد 19.