Loading...

ثلاث سنوات على الأزمة الاقتصادية: أين بطاقات الدعم؟

 

على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ ثلاث سنوات، بات قرابة ثمانين في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر وعاجزين عن توفير احتياجاتهم الأساسية. ورغم إطلاق السلطات برامج دعم عدّة بينها البطاقة التمويلية، إلا أن أيًا منها لم يدخل حيز التنفيذ جراء أسباب عدة بينها نقص التمويل.

 

في نهاية حزيران 2021، صادق مجلس النواب على تخصيص بطاقة تموينية للأسر الأكثر فقرًا، في خطوة تزامنت حينها مع بدء رفع الدعم تدريجيًا عن مواد أساسية بينها المحروقات. وربطت السلطات رفع الدعم بإقرار البطاقة التموينية للعائلات الأكثر حاجة.

 

بعد عام ونصف، بات رفع الدعم عن السلع الأساسية أمرًا واقعًا ولم تبصر البطاقة التموينية أو أي برنامج دعم آخر النور بعد. 

 

فهل من برامج بدأ تنفيذها؟ وما أسباب التعثّر؟

 

"شبكة دعم للحماية الاجتماعية"

انطلق التسجيل في شبكة "دعم" للحماية الاجتماعية مطلع كانون الأول 2021، على أن يستمر لغاية 31 كانون الثاني 2022.

 تضمّ شبكة "دعم" برنامجي تحويلات نقدية شهرية، تستفيد منها الأسر الأكثر فقرًا لمدة سنة كاملة، بهدف مساعدتها على مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية، والتخفيف من وطأة ارتفاع الأسعار الكبير نتيجة رفع الدعم عن الكثير من المواد الأساسية. 

 

برنامج شبكة "أمان"

يستهدف هذا البرنامج المموّل من البنك الدولي بقيمة 246 مليار دولار، مساعدة الأسر الأكثر فقرًا لا سيما كبار السن وذوي الدخل المحدود والحاجات الخاصة، وكبار السن فوق 64 عامًا، إضافة الى الأسر التي تعيلها امرأة بدخل محدود أو معدوم، أو عائلات تضمّ أفرادًا قاصرين. يستهدف 150 ألف عائلة لبنانية يتم التحقق من أهليتها عبر فريق عمل ميداني يقوم بزيارات منزلية للتأكد من صحة المعلومات المقدمة.

 

يتيح البرنامج أن يحصل كل فرد في الأسرة على مبلغ 20 دولار شهريًا، على ألا يتعدى عدد أفراد الأسرة ستة أشخاص. يضاف إلى هذا المبلغ 25 دولارًا كمبلغ ثابت للأسرة الواحدة.

 

يتضمن البرنامج كذلك إرسال تحويلات نقدية لتغطية نفقات الدراسة لـ 87 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، من الأسر المستفيدة من البرنامج، والمسجلين حصرًا في المدارس الحكومية إن كان مسارها عامًا أو مهنيًا وتغطية تتراوح بين 200 و300  دولار عن كل تلميذ خلال العام الدراسي، إضافة إلى رسوم مدرسية تدفع مباشرة للمدرسة.

 

البطاقة التموينية

يستهدف هذا البرنامج مساعدة 300 ألف عائلة لبنانية مقيمة في لبنان باستثناء تلك المستفيدة من برامج دعم أخرى بينها برنامج أمان الأسر المستفيدة من برنامجي "أمان".

يحصل كل فرد في الأسرة على مبلغ شهري 25 دولارًا، إضافة إلى 15 دولارًا لكل شخص تجاوز 64 سنة، على ألا يتعدى المبلغ الأقصى للأسرة الواحدة 126 دولارًا. 

تمويل هذا البرنامج غير متوفر حتى الآن وتعترضه صعوبات عدّة، بينها استناده إلى قرض من البنك الدولي بقيمة 300 مليون دولار، لم يتوفّر بعد.

ويعود عدم تنفيذ هذا البرنامج إلى عدم اكتمال ثلاثة شروط وضعها البنك الدولي على لبنان للموافقة على تأمين التمويل اللازم لهذا البرنامج، وفق ما تشرح المسؤولة عن برنامج أمان سمر معلوف لموقع "مهارات نيوز". 

 

والشروط هي:

- تنفيذ برنامج أمان بجدية، وانطلاق عملية الدفع للأسر التي سجلت للاستفادة من البرنامج.

- تقديم الحكومة منحاً اجتماعية لموظفي القطاع العام.

- تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل الحكومة، ووضع خطة تعافٍ.

 

في ما يتعلّق ببرنامج أمان، تم إنهاء المرحلة الأولى من عملية التسجيل، واختيار 150 ألف عائلة لبنانية للاستفادة منه، وفق معلوف.

وتوضح أنه جرى حتى الآن إنجاز معاملات 71 ألف عائلة، بعد التحقّق عبر زيارات ميدانية من أوضاعها، على أن تتم زيارة العائلات الأخرى في المرحلة المقبلة.

وبدأ الدفع للعائلات في شهر آذار الماضي، وفق معلوف التي أوضحت أنّ "الجهة المكلفة بمراقبة تنفيذ البرنامج هي التفتيش المركزي".

ولا يتوفّر أي تمويل حتى اللحظة للبطاقة التموينية، "على الرغم من إرسال طلب القرض منذ نيسان الماضي ولا يزال لبنان ينتظر جوابًا من البنك الدولي بهذا الخصوص"، بحسب معلوف.

 

وتؤكد أنّ "وزارة الشؤون الاجتماعية نفّذت كل الشروط التي وضعها البنك الدولي، ولا تجاوب لغاية الآن بهذا الخصوص، في حين أنه لا قدرة الدولة اللبنانية على تمويل هذه البطاقة".

 

 ما بين بطاقة "أمان" والبطاقة التموينية، يتساءل المواطن اللبناني عن قدرة هذه البرامج على سد الثغرات التي يعيشها نتيجة التردي الكبير في الأوضاع المعيشية والتي أدت إلى وصول الكثير من العائلات إلى خط الفقر.

 وفي انتظار أن تبصر برامج الدعم النور، تنشط مبادرات وجمعيات من أجل تقديم الدعم الاجتماعي في ظل غياب المؤسسات الرسمية. ومن بين تلك المبادرات المطبخ الشعبي" في منطقة صيدا في جنوب لبنان.

ويقدم المطبخ، وفق ما توضح المشرفة عليه سناء دبّاغ، وجبات يوميًا للعائلات المتعثرة بفعل الانهيار الاقتصادي منذ شباط 2020، بلغ عددها حتى الآن 33437 وجبة، يعدّها عشرات المتطوعين.

وتقول: "لماذا المطبخ؟ لأن الغذاء أهم حاجة إنسانية، وتوفيرها بكرامة يساعد في حفظ كرامات الناس، ومنها يستطيعون الانطلاق لتوفير مستلزمات الحياة الأساسية الأخرى".

 

TAG : ,البطاقة التموينية ,برنامج دعم ,الأسر الأكثر فقرًا ,مواد أساسية ,برامج دعم ,خط الفقر ,الانهيار الاقتصادي ,الأزمة الاقتصادية ,رفع الدعم