Loading...

لاجئات سوريات في مخيمات لبنان يفتقدن للخصوصية خلال الحمل وبعد الولادة

 

في العام 2013، لجأت سهام خالد من سوريا إلى لبنان، حيث أبصر أطفالها الخمسة النور وسط ظروف معيشية صعبة، افتقدت خلالها للخصوصية، خصوصاً مع اضطرارها إلى استخدام حمام مشترك بعد كل ولادة.

 

وتقول سهام المقيمة في مخيم النخيل في عرسال لموقع "مهارات نيوز" والتي اعتادت أن تقصد مركزاً صحياً خلال فترة حملها للاطمئنان على الجنين: "وجود حمام مشترك لمجموعة من الخيم المحيطة به أمر غير مريح، خصوصاً لإمرأة أنجبت مولوداً وتعاني من نزيف لأيام". وتضيف: "هذا الأمر خرق للخصوصية".

 

وغالباً ما تضمّ مخيمات اللاجئين السوريين حمامات مشتركة، لا تكون بالضرورة قريبة من الخيم المخصصة لها، ما يجعل الانتقال إليها خصوصاً خلال فصل الشتاء وتراكم الثلوج عملية صعبة، كما هو الحال في البقاع أو في عكار مثلاً. وتبدو معاناة النساء الحوامل لا سيما في الأشهر المتقدمة من الحمل أو فور الإنجاب مزدوجة لا سيما اللواتي خضعن لعمليات ولادة قيصرية.

 

 

في المخيم ذاته، تروي سهام (38 عاماً) وهي أم لخمس فتيات وثلاثة صبيان لموقع "مهارات نيوز" تجربة حملها الأخيرة والتي انتهت بمعاناتها من التهابات حادة.

 

وتقول: "أصبت بالتهابات بعد الولادة، والسبب عائد إلى قلة النظافة نتيجة وجود حمامات مشتركة في المخيم، الأمر الذي شكل انتهاكاً لخصوصيتي ولصحتي" في آنٍ معاً.

 

 

وتنتقد سهام عدم حصولها على خدمات الرعاية الصحية والإنجابية خلال فترة حملها، حين كانت تقصد مركزاً مخصصاً لرعاية اللاجئات. وتوضح: "لم أتلقَ الرعاية الصحية المطلوبة ولم تتم متابعتي بشكل دائم، حتى أنني لم أخضع لأي صورة إيكو للجنين، واقتصرت المعاينة على الشهر الأخير من حملي".

 

وتضيف "أصبت بانخفاض في مستوى الدم وفي الصفائح، ما اضطرني إلى دخول مستشفى خاص خوفاً من خسارة حياتي والجنين".

 

في أحد مخيمات منطقة الوزاني جنوباً، تحظى النساء بخصوصية أكثر مع وجود حمامات خاصة يمكنهن المحافظة على نظافتها واستخدامها خلال فترة الحمل. لكن معاناتهن تعلّق بعدم حصولهن على المتابعة والرعاية اللازمة خلال الحمل رغم وجود مركز طبي خاص لهن.

 

 

وتقول جواهر ياسين التي أنجبت منذ نزوحها إلى لبنان قبل تسعة أعوام ثلاثة أطفال، عمر أصغرهم ثلاثة أشهر، لموقع "مهارات نيوز": "لم أتلقَ الأدوية والفيتامينات اللازمة خلال فترة حملي، إن وجدت في المؤسسة نأخذها، وإن لم تتوفر ليس بإمكاني تحمّل كلفتها المرتفعة".

 

وتشكو سناء الحامل في الشهر الخامس من ارتفاع كلفة المواصلات، ما أدى الى توقفها عن ارتياد المركز الطبي منذ شهرين. وتقول "يعمل زوجي كأجير يومي ولم أخضع لأيّ فحوصات مخبرية منذ حملي" مضيفة "لا أتناول أي أدوية من فيتامينات وحديد".

 

 

وتقول هبة ياسين (24 عاماً) التي أنجبت منذ نزوحها إلى لبنان عام 2015 أربعة أطفال، عمر أصغرهم أربعين يوماً،  لموقع "مهارات نيوز "نعيش  حياة صعبة، فزوجي لا يعمل ولا نملك أدنى مقومات الحياة، وعلى الرغم من أوضاعنا، أراد إنجاب المزيد من الأطفال".

 

وتروي أنه بعدما كانت الأمم المتحدة "تقدم لي المساعدة في تغطية جزء من تكلفة الولادة، ولكن في آخر مولود، دفعت الكلفة كاملة".

 

 

ليست الأعباء المعيشية ونوعية الخدمات الصحية وحدها ما يقلق هبة، لكن أيضاً عدم تمكنّها من مشاركة لحظات خاصة وحميمة مع أفراد عائلتها لا سيما والدتها. وتقول "حُرمت من أن تكون معي في أهم لحظات حياتي".

 

TAG : ,لاجئات سوريات ,مخيمات ,أطفال ,حمل ,ولادة ,خصوصية ,خيم ,الانجاب ,ولادة قيصرية ,المخيم ,خدمات الرعاية الصحية والإنجابية