في ظلّ الانقطاع الكبير للتيّار الكهربائي في لبنان وفي ظلّ عدم اتخاذ أي إجراءات عمليّة من المعنيّين لحلّ أزمة الكهرباء، يشهد لبنان إقبالا كبيرا على أنظمة الطاقة الشمسية بغية تأمين مصدر طاقة يلبّي الحدّ الأدنى من الحاجة للكهرباء.

فما هي المعلومات والخطوات التي يجب على المواطن معرفتها للاستثمار في الطاقة الكهروضوئيّة؟

تكلفة أنظمة الطاقة الشمسيّة بحسب عدد الأمبيرات

تتعدّد مشاريع الطاقة الشمسية للمنازل بحسب الحاجة والقدرة الماديّة، حيث لا تقبل الشركات الا بالدفع نقدا وبـ "الفريش" دولار. إذ يكلّف مشروع الـ 5 أمبير 2800 إلى 3400 دولار ويتضمّن 4 ألواح بقدرة 450KW لكل لوح مع محوّل كهربائي(inverter) 3 كيلوواط DC 24V وأيضا بطاريتان بقدرة 250AH 12V لكل بطارية.

أمّا مشروع الـ10 أمبير فتتراوح تكلفته من 3400 إلى 5200 دولار ويتضمّن 8 ألواح بقدرة 450KW لكل لوح مع محوّل كهربائي 3 كيلوواط DC 24V وبطاريتان بقدرة 250AH 12V لكل بطارية.

وتتراوح تكلفة مشروع الـ15 أمبير من 6000 إلى 6200 دولار ويتضمّن 10 ألواح بقدرة 450KW لكل لوح مع محوّل كهربائي 5 كيلوواط DC 48V و4 بطاريات بقدرة 250AH 12V لكل بطارية.

وبعد مغيب الشمس يعتمد إنتاج الطاقة على البطاريات التي شحنت نهارا، والتي تغطي الحاجات الأساسية، مثل الثلاجة والتلفاز وإضاءة المنزل مع بعض الالكترونيات الخفيفة لعدد من الساعات، بحسب عدد ونوعيّة البطاريات المركّبة.

وفي هذا الإطار يقول المهندس محمد قصوان لـ"مهارات نيوز" إن معدّل عمر البطارية هو 3 سنوات للنوعيات الموجودة في السوق اللبناني، إلّا أنّ هناك نوعيات الليثيوم (lithium) ذات الجودة والكلفة العالية، يمكن ان تخدم إلى حدّ الـ8 سنوات.

كيفيّة صيانة وتطوير أنظمة الطاقة الشمسيّة

يتحدّد السعر النهائي لكل نظام طاقة شمسية، بحسب الزيادات التي يطلبها الزبون، لتطويره عبر زيادة الألواح أو زيادة عدد البطاريات أو تركيب نظام حماية من زيادة التيار الكهربائي، وصولا إلى تركيب عدّاد عند مخرج المحوّل الكهربائي.

وتتطلّب صيانة الألواح تنظيفها بشكل دوري من الغبار، لكي لا يؤثّر على استقبالها لأشعة الشمس وتحويلها إلى طاقة، وغالبا ما تعطي الشركات أشهرا من الكفالة للزبون بهدف ضمان خدمة جيّدة.

آلية التركيب والعوامل البيئيّة المؤثّرة

يقول قصوان إنّه وبعد موافقة الزبون على المشروع تحسب مساحة الألواح ويجري المهندس حينها زيارة ميدانية، للتأكّد من وجود مساحة كافية وعدم وجود أي عائق أمام وصول الشمس إلى الألواح كالبنايات العالية أو الاشجار أو أي نوع من أنواع الظلّ.

في المرحلة الثانية يحدّد سعر الهيكل الحديدي بحسب حاجة كل مشروع من الحديد، من ثمّ يتمّ تركيب وتوصيل الألواح ببعضها وتوصيلها بالمحوّل الكهربائيinverter) ) الذّي بدوره يمدّ المنزل بالكهرباء ويقوم بشحن البطاريات.

ويختلف نظام الطاقة الشمسيّة عن نظام المولّدات، فقوّة توليد الطاقة في الأنظمة الشمسيّة غير ثابتة أي أنّها تخضع للعديد من المتغيّرات منها الطقس الغائم الذي يمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الألواح، وأيضا فترات النهار، التي تكون فيها الشمس ضعيفة كفترات الصباح الباكر والمغيب. مثال على ذلك لا يعطي مشروع الـ 10 أمبير هذا العدد من الأمبيرات بشكل ثابت فالأمر خاضع للمتغيّرات الجويّة ولاختلاف قوة الشمس في فترات النهار.

 ويذكر أن لبنان ونظرا لمناخه المعتدل يتمتّع بحوالي 300 نهار مشمس على مدار السنة الأمر الذّي يزيد من فعاليّة الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة.

الإقبال الكبير للمواطنين على أنظمة الطاقة الشمسية لسد احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية، يظهر خطأ الدولة اللبنانية في غياب الاستراتيجيات على مدى أعوام للتحول الى الاعتماد على الطاقة البديلة، بالرغم من التزمها في مؤتمر باريس للمناخ عام 2015، تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 30%، والاعتماد على مصادر الطاقة البديلة، وإقرار وزارة البيئة اللبنانية في مؤتمر تغيّر المناخ في نيويورك عام 2019، العمل على برنامج لزيادة استخدام الطاقة البديلة بنسبة 30%. على أمل، أن تنتقل تجربة اعتماد المنازل على أنظمة الطاقة الشمسية إلى المرافق العامّة لضمان مصادر طاقة بديلة وتخفيف هدر المال العام.