ينتظر ملف زيادة التعرفة لخدمة الانترنت في لبنان الإقرار في مجلس الوزراء، في ظل انهيار هذا القطاع واستمرار سوء الخدمة المقدمة الى الجمهور، يتخوف المواطنون من ارتفاع تكاليف الخدمة الى ارقام غير مسبوقة يمكن ان تصل الى عشرة اضعاف الأسعار الحالية التي تعتمد على سعر الصرف الرسمي 1500 ليرة مقابل الدولار الواحد، وهو سعر غير عملي كما صرح وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم ومدير عام هيئة اوجيرو عماد كريدية لتغطية تكاليف تقديم هذه الخدمة، مما قد يسبب منع المواطنين من الوصول الى هذه الخدمة الحيوية، لا سيما ان جائحة كورونا زادت من منسوب الاعتماد على استخدام الانترنت في العمل وفي التعليم.
خطر فقدان الخدمة
يواجه لبنان يومياً انقطاعا للإنترنت في عدة مناطق، وهذا يشكل خطر ومخاوف عدة لدى المواطنين، لأسباب عدة لكن أهمها غلاء مادة المازوت بحسب مدير عام هيئة اوجيرو عماد كريدية.
حيث أكد كريدية لـ "مهارات نيوز"، ان اهم المخاطر التي تواجه هذا القطاع هو غلاء المازوت، الذي بات شرائه مؤمن لكن تسديد قيمته أصبح بالفريش دولار. اذ تحتاج شركة "اوجيرو" يومياً ما يقارب ٦٠ الى ٧٠ طن من المازوت الذي وصل سعره الى ٥٨٠ الى ٦٠٠ دولارا، أي ما يوازي مليار و٢٠٠ مليون ليرة كل يوم في عام ٢٠٢١ لتشغيل ٣٠٣ مراكز على كافة الأراضي اللبنانية.
والمؤكد ان سعر صفيحة المازوت مرشحة للارتفاع مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً. وأضاف الكريدية ان شركة "اوجيرو" تدفع ستة ملايين دولار سنوياً لشراء الانترنت من شركات عالمية مركزها أوروبا وأميركا.
نقص الفريش دولار لا يطال المازوت فقط، انما اعمال الصيانة، من حيث شراء معدات جديدة مستوردة، والتي تشكل ما يقارب ال ٦٥٪ من مدخول شركة اوجيرو.
ارتفاع التعرفة
ارتفاع تعرفة الانترنت هو موضوع حتمي بحسب الكثير من القائمين على هذا القطاع، ولكن تحديد السعر لا يزال موضوع للنقاش بين وزارة الاتصالات وأوجيرو والحكومة، لان رفع التعرفة يحتاج قرار مجلس الوزراء ومجلس نواب عبر الموازنة.
لفت ممثل شركة "سودتيل" جوزيف جرجور في حديث لـ "مهارات نيوز" الى ان جميع الشركات الخاصة تحصل على الانترنت من الدولة اللبنانية عبر شركة أوجيرو، وليس لأي من هذه الشركات الحق في استيراد الانترنت من الخارج. لكن ستلتزم الشركات الخاصة بالسعر الذي تحدده الدولة، الذي يمكن احتسابه بحسب ما يدور في كواليس مجلس الوزراء وفقا لدولار يتراوح بين ١٥٠٠٠ - ٢٠٠٠٠ ليرة، لذلك ومن دون أي شك يمكن ان تصل التعرفة أقل باقة انترنت الى أكثر من ٢٠٠ ألف ليرة في الشهر.
في المقابل، أكد كريدية ان قيمة الدولار على الـ ٣٩٠٠، لن ينتج أي أرباح إضافية للشركات في حال واصل الدولار ارتفاعه، وفي حال تم اعتماد تسعيرة الدولار على الـ ٨٠٠٠، فهذا الامر سيفاقم الاعباء المادية التي يواجهها المواطن.
بطء الخدمة
لاحظ الناس مؤخراً انخفاض في سرعة الانترنت، وانقطاعها في مناطق عدة، خصوصاً في شبكة الانترنت عبر الخليوي، وبحسب الكريدية ان هذا الموضوع متعلق بالكهرباء، في حال انقطعت الكهرباء عن منطقة المركز الأساسي، فالإرسال تلقائياً يتحول الى المحطة الأقرب. في حين لا ضغط على شبكة الانترنت DSL في المنازل، والشبكة قادرة على تحمّل ثلاثة اضعاف الضغط الحالي.
في المقابل، حال الشركات الخاصة ليس أفضل، فالخدمة دون أي شك تواجه تحديات عدة، بسبب النقص في مادة المازوت، مما أدى الى اعتماد سياسة التوفير وعدم تشغيل جميع المراكز التابعة لشركة "سوديتيل" بحسب جرجور، مما ابطء خدمات الشركة، وتحول الإرسال تلقائياً في مراكز أخرى، وهو ما يشكل ضغطا كبيراً في الشبكات.
تأثير سلبي
لا يمكن الحديث عن تدهور قطاع الانترنت في لبنان، من دون مشاهدة تأثيراته المباشرة على المواطنين، لا سيما بعد زيادة الاعتماد عليه خلال جائحة كورونا. يعمل علي عواضة كصحافي ومنذ بداية جائحة كورونا وإزدياد الأعباء الاقتصادية مثل زيادة سعر البنزين والمواصلات، تحول الى العمل من المنزل، ومع خدمة انترنت سيئة تزيد ساعات العمل لإنهاء المقالات التي يعمل عليها، وهو حال الكثير ممن تحول عمله الى المنزل.
مهنة الصحافة ليست الوحيدة التي تأثرت بسوء خدمة الانترنت او ستتأثر تلقائيا بغلاء الخدمة مستقبلا، "سنصبح عاطلين عن العمل" هكذا وصفت يولا التوم تأثير انقطاع وغلاء الانترنت وهي تعمل في مجال التسويق كمديرة مشاريع مرتبط عملها بشركات خارج لبنان. وقالت " في حال تم رفع في تعرفة الانترنت، فهي لن نستطيع تغطية هذه الأعباء بسبب الغلاء المفرط في المعيشة".
ويعتبر طلاب الجامعات أيضا من المتضررين في حال ارتفع تعرفة الانترنت وبقاء الخدمة سيئة. اشارت إيلينا بوضومط، وهي طالبة تستكمل عامها الدراسي عن بعد الى ان خدمة الانترنت سيئة في الآونة الأخيرة، " نحن مرغمون ان نرسل ملفتنا الدراسية عبر مواقع معينة، ولكن المشكلة ان ملف لا يتخطى ال ٣٠٠ ميغابايت كان يحتاج الى الساعة ونص للأرسال، وهنا لاحظنا، انا وسائر الطلاب ان خدمة الانترنت تراجعت."
وأكدت الطالبة الجامعية اندريا حاكيم، انها تدفع ٩٠ ألف ليرة لخدمة الانترنت التي هي سيئة جداً وغير متوفرة معظم الاوقات، وبالرغم من هذه الخدمة السيئة، الا انه في حال زيادة التعرفة سيتم دفع المبلغ مهما ارتفع بسبب الحاجة الدائمة لها.
في حال انقطاع الانترنت او رفع التعرفة سيكون المواطن المتضرر الأول، ليصبح واقع عزله عن العالم قريب في هذا المشهد السوداوي، في المقابل، ينبغي على مجلس الوزراء والقائمين على القطاع إيجاد حل مناسب لإنقاذ المواطن.
TAG : ,الانترنت ,لبنان ,قطاع الاتصالات ,قطاع الانترنت ,خدمة الانترنت ,زيادة التعرفة ,انقطاع الانترنت