غير صحيح
لطالما كان ملف اللاجئين السوريين مادةً للتجاذب والدعاية السياسية، ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي تعمل الأطراف السياسية على تحريك ملفات حساسة لتجييش الرأي العام، وفي هذا الإطار، نشرت صفحة سياسة 101، تقريرًا مصورًا، تتهم فيه القوات اللبنانية تمسكها ببقاء اللاجئين السوريين في لبنان، لتحقيق الأرباح المالية عبر التبرعات لجمعيات قواتية، إلى جانب استفادة جمعيات أخرى من أموال موازنة وزارة الصحة خصوصًا خلال تولي وزير الصحة القواتي غسان حاصباني الوزارة آنذاك.
فما صحة هذه المعلومات، وهل تستفيد القوات اللبنانية من بقاء اللاجئين السوريين في لبنان كما يروج له التقرير؟
أشار التقرير الذي أعدته صفحة سياسية 101، إلى استفادة جمعية الأرز الطبية المؤسسة من قبل أعضاء قواتيين بحسب موقع بوابة لبنان للتنمية والمعرفة، من مبلغ يصل إلى أكثر من 500 مليون ليرة لبنانية من موازنة وزارة الصحة اللبنانية خلال عامي 2018 - 2019 على عهد الوزير غسان حاصباني.
ولكن تشير موازنة عام 2018 إلى تخصيص وزارة الصحة لجمعية الأرز الطبية كسائر الجمعيات المدرجة ضمن الموازنة مساهمة مالية لغير القطاع العام تبلغ 300.000 ليرة لبنانية، وفي اتصال هاتفي مع الجمعية رفضت الإدلاء بأي تصريح لـ"مهارات نيوز" مكتفيةً بقول "هيدا مكان شغل".
اما بالنسبة لجمعية Red in circle الذي أشار التقرير إلى استفادتها من التبرعات العائدة إلى اللاجئين السوريين فقد خصصت لها موازنة ال٢٠١٨ مبلغ 500.000 ليرة لبنانية من مجموع المساهمات العائدة لغير القطاع العام، مع العلم أن الجمعية تقدم خدمات غذائية لعائلات لبنانية، ومساعدات تعليمية لطلاب لبنانيين.
وأوضحت جمعية فرصة للحياة Chance for life Bsharri التي تعنى بتوعية الشباب حول الآفات الاجتماعية كالمخدرات وغيرها والمتهمة أيضًا في التقرير المصور باستفادتها من تبرعات عائدة للنازحين في مراسلة عبر فايسبوك لـ"مهارات نيوز" خلال سؤالها عما إذا كانت تقدم أي مساعدات أو خدمات للاجئين السوريين، أنها لا تتعامل إلا مع اللبنانيين.
أما بما يخص تغريدة الوزيرة السابقة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق المنتمية لحزب القوات اللبنانية، أشار التقرير إلى أن التغريدة دليلًا قاطعًا على موقف تمسك القوات ببقاء اللاجئين "ولو على دمائنا" إذ كتبت شدياق في التغريدة الرابعة:
"أيها الغافلون استيقظوا من ثباتكم!
أيها المتواطئون أقلعوا عن محاولات التذاكي!
إذا قلت أن ذلك لن يحصل ولو على دمائنا لا أكون أغالي!
فمن دفع الثمن مرة دفاعاً عن كرامة وحرية بلده لن يتوانى عن بذل الغالي والترخيص الف مرة للحفاظ على مبادئه وصون عزّة بلده".
ولكن تم اقتباسها من سلسلة تغريدات متتالية تطالب فيها شدياق عدم المزايدة على القوات بموقفها حيال ضرورة عودة السوريين إلى بلدهم ولكن ضمن معايير تحترم سلامتهم وتضمن عودتهم الآمنة.
"غريب أمر بعض الأقلام التي تُسوّق الاتهامات بحق وزراء القوات
افهموها لمرّة واحدة واخيرة:
الإحراج للإخراج والتهم المعلّبة لا تنفع معنا.
لا يُزاييدن علينا أحد في ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم. نظام بشار يتلاعب بهم ويدعوهم للعودة ويقوم بالمستحيل لعرقلة هذه العودة!"
إذًا، ما نشره موقع سياسة 101 حول استفادة جمعية الأرز الطبية من مبلغ يتجاوز الـ500 مليون ليرة لبنانية خلال تولي الوزير السابق غسان حاصباني وزارة الصحة عار عن الصحة، وما تزعمه عن استفادة الجمعيات الأخرى من تبرعات للاجئين السوريين، لم تتوفر أدلة قاطعة تؤكد هذه الادعاءات، ومن الجدير ذكره بأن وزير الشؤون الاجتماعية يشار قيومجيان عام 2019 تقدم بمشروع لعودة اللاجئين السوريين الآمنة إلى بلادهم ضمن خطة بالتعاون مع جهات دولية، ما لا يتوافق مع اتهامهم عرقلة مسار عودة اللاجئين إلى بلادهم.