Loading...

منصّات اليافعين على الانترنت: حاجة ملحّة في لبنان

 

يفتقد لبنان عموماً لمنصّات إعلامية على الانترنت تتوجّه إلى الأطفال وتحديداً اليافعين منهم، تحاكي حقوقهم واهتماماتهم وتطلعاتهم من خلال محتوى يوسّع معارفهم ويغني عقلهم ويحميهم ويعزز الفكر النقدي لديهم، رغم أنّ عدداً كبيراً منهم موجود في العالم الرقمي.

وفي ظل غياب منصّات مماثلة، تنصبّ اهتمامات الأطفال على الألعاب الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي. وجيل Z، وهي التسمية التي تُطلق على الجيل الرقمي لا يقبل بالقليل. فهو لا يستلذّ بشراء ملابس جديدة لمواسم الأعياد. لا يهمّه لعب كرة القدم تحت المنزل ولا تناسبه جلسات العائلة الممتعة والدافئة. ما يرضيه امتلاك هاتف ذكي، وسمّاعات أذنٍ كبيرة، وشبكة إنترنت قوية وجهاز "بلاي ستايشن".

"يومكوم" هي واحدة من المنصات القليلة في لبنان التي تعرّف عن نفسها بأنها "موقع الشباب". تنشر تقارير مكتوبة ومصوّرة باللغتين العربية والفرنسية، بوتيرة متقطعة، وتتيح للراغبين من الشباب بمشاركة مقالاتهم المتعلقة بمواضيع آنية أو بالتكنولوجيا والعلوم والرياضة والترفيه وسواها.

وتوضح مديرة المنصّة لميا الراسي لـ"مهارات نيوز" إن الموقع يقارب مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والرياضية إنّما "من بوابة المواطنيّة والوعي للحقوق والواجبات".

وتشدّد على أهمية إنشاء منصّات مماثلة تعمل على "الترويج لمعلومات صحيحة... ودفع الأطفال والمراهقين إلى البحث عن مصدر أي خبر والتأكد من مصداقيته من زوايا عدة" لتعزيز "منهجيّة البحث عن معلومات دقيقة بعيداً عن الآراء الشخصيّة".

ويختلف التفاعل مع المواد المنشورة على المنصّة من قبل القراء حسب الموضوع واللغة المنشور بها وعوامل أخرى.

ويشكل اختيار مواضيع تحاكي تطلعات الأطفال أحد التحدّيات الرئيسية التي تواجه القيّمين على المنصّة، كما تشرح الراسي، باعتبار أنها "تهدف إلى تعزيز قدراتهم على التحليل المنطقي والبنّاء وبناء ثقافتهم العامّة".

وتوضح أن المصادر التي تطرح مواضيع ملائمة لهذه الفئة العمريّة والتي تتناسب مع ايقاع حياتهم السريع قليلة، ومن هنا الصعوبة في إيجاد المحتوى.

وتواجه المنصّة صعوبات مالية، خصوصاً في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الراهنة في لبنان والتي تصيب سهامها كل القطاعات. وتشير الراسي إلى أنّ "محتوى مماثلاً لا يعطي مردوداً مادياً كبيراً في المدى القصير ويتطلّب صبراً" لافتة إلى أن "هذه الصعوبة تشكّل سبباً من أسباب عدم انتشار المنصات التي تخاطب الأطفال".

وتفيد إحصاءات نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في العام 2017، أنّ أكثر من 175 ألف طفل يستخدمون شبكة الإنترنت للمرة الأولى في كل يوم يمرّ، أي بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية. ولا تتوفر احصائيات من مصادر رسمية عن عدد الأطفال من مستخدمي الانترنت في لبنان، حيث يبلغ إجمالي مستخدمي الانترنت أكثر من خمسة ملايين.

وتعمل وسائل الاعلام، سواء التقليدية أو الجديدة، كأحد عوامل التنشئة الاجتماعية الأكثر مركزية وتوجيه للسلوكيات والمواقف والآراء في العالم. وتلتزم الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الطفل بتشجيع وسائل الاعلام على نشر المعلومات والمواد ذات المنفعة الاجتماعية والثقافية للطفل.

وفي محاكاة لصفحة "أصوات الشباب" الناطقة بالإنكليزية التي أطلقتها منظمة اليونيسف منذ العام 2015، ووفّرت فرصة للشباب في أنحاء العالم لاستكشاف ومناقشة واتخاذ الإجراءات حول قضايا حقوق الانسان والتنمية، أطلقت المنظمة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر صفحة مماثلة خاصة بلبنان على موقع فايسبوك، تنشر باللغتين العربية والإنكليزية.

وتقول المنظمة في تعريفها عن مبادرة أصوات الشباب، إنّها تتيح عبر المناقشات على الانترنت، واختبارات تفاعلية، وقصص حقيقية من الحياة، ولمحات مصورة للشباب الناشط، والمقالات المصورة ودردشات حيّة، فرصة للشباب لمواجهة والتصدي لقضايا عدة بينها قضية عدم المساواة بين الجنسين، وتعليم الفتيات وحماية الاطفال من العنف وسوء المعاملة والاستغلال.

وتسترشد الصفحة الرئيسية باتفاقية حقوق الطفل، خصوصاً المواد المكرّسة لضمان حقوق الشباب في المشاركة في عمليات صنع القرار، والتعبير عن آرائهم بحرية، والحصول على المعارف والمهارات التي يحتاجونها لإحداث التغيير في حياتهم ومجتمعاتهم.

تم انتاج هذا التقرير ضمن برنامج تدريبي لصحافيين شباب، نظمته مؤسسة مهارات مع اليونيسف.

محتويات هذه المادة الصحافية مسؤولية مؤسسة مهارات ولا تعكس بأي حال آراء اليونيسف.

TAG : ,child right ,حقوق الطفل