Loading...
false

غير صحيح

Maxresdefault
هل للغاز الطبيعي رائحة؟
16/07/2021

 

قالت الصحافية سكارليت حداد عبر برنامج "ضروري نحكي"  عبر شاشة "أو تي في"، خلال حديثها عن ملف الغاز، إنّ  أحد الموظّفين في شركة التنقيب أخبرها عن رائحة غاز كثيفة انبعثت  خلال عملية التنقيب في البلوك رقم 4، ما أجبر الموظّفين على وضع الكمامات وعدم التدخين على متن الباخرة. فهل للغاز  رائحة؟

أتى كلام حدّاد كتأكيد على ما قاله الباحث في الشؤون الإقتصادية زياد ناصر الدين خلال حديثه عن أنّ نقطتين من أصل ثلاث في البلوك رقم 4 لم يتمّ التنقيب فيهما وأنّ الأيّام ستثبت وجود الغاز في هذا البلوك رغم التباطؤ الحاصل في ملف التنقيب لأهداف سياسية خارجيّة.

وقالت أستاذة الكيمياء كوثر أبو ضاهر لـ"مهارات نيوز" إنّ الغاز الطبيعي يتألف من خليط مواد هيدروكربونية، تتكون من مادة الميثان والإيثان. كما يحتوي على مواد أخرى مثل البروبان، البيوتان والبنتان وغيرها من المركّبات.

وتشرح  أبو ضاهر أنّ إحدى ميّزات الغاز الطبيعي هي عدم وجود رائحة أو لون له، موضحة أنّ  المرافق العامّة  تضيف مواداَ كيميائيّة له تعطيه رائحة تشبه رائحة البيض الفاسد وذلك للقدرة على اكتشاف أي تسرّب للغاز بشكل سريع.

ويقول الخبير النفطي ربيع ياغي لـ"مهارات نيوز" إنّ ما صدر عن حدّاد خارج عن المنطق، فالغاز يستخرج من عمق كيلومترات تحت سطح البحر عبر أنابيب مخصّصة ويخزّن بطريقة دقيقة فبالتالي لا يمكن أن ينتشر في الهواء

نشأ في العام 2018 اتفاق دولي  بقيادة شركة توتال مع الحكومة اللبنانية التي وقّعت اتفاقيتي استكشاف وإنتاج للغاز تغطيان البلوك رقم 4 و9 الواقعين قبالة سواحل لبنان. وتنصّ الإتفاقيات على حفر بئر واحد على الأقل لكل بلوك في أول ثلاث سنوات.

وبحسب تقرير توتال، وصلت الحفارة إلى لبنان في 25  شباط 2020 وتمّ الإنتهاء من حفر أول بئر في 26 نيسان 2020، ولوحظت أثار غاز تؤكّد وجود نظام هيدروكربوني دون العثور على أي خزانات.

ويضيف البيان أنّه واستنادا للبيانات التي تم الحصول عليها أثناء الحفر سيتمّ إجراء دراسات لفهم النتائج ومواصلة تقييم إمكانات الإستكشاف.

وقالت خبيرة الحوكمة في النفط والغاز لوري هايتايان لـ"مهارات نيوز" إن الجوّ الطاغي على هذا الملف هو سياسي، فجزء من الطبقة السياسية يعتبر أن الغاز موجود في البلوك رقم 4 لكن الحصار الأميركي على المنطقة "يمنعنا" من الإستخراج وجزء يقول إنّ لا وجود للغاز، على غرار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي جزم أنه ما من غاز في بحر لبنان متّهما الفريق السياسي الآخر بالكذب.

وقدّمت شركة توتال في تشرين الثاني 2020 تقريرها المفصّل للحكومة اللبنانية، ورغم تقنيّة الملف وعدم وجوب إعلانه إلّا أنّ وسط هذا الجوّ من الإنقسام في الآراء لا بدّ على وزارة الطاقة أن تصدر تقريراً توضيحياً لإنهاءالجدل بحسب هايتايان.

في الخلاصة، لا رائحة للغاز الطبيعي، ومن الضروري بمكان التعاطي اليوم بشفافية مع  الرأي العام في ما يخصّ البلوكين رقم 4 و9 في لبنان لإخماد الروائح السياسية المنبعثة من هذا الملف.