يقترب تاريخ 17 حزيران 2015 الموعد النهائي لإنهاء الحماية عن الخدمات التماثلية، والانتقال الى البث الرقمي بحسب اتفاقية جنيف التي وقع عليها لبنان عام 2006، إضافة إلى 116 بلداً. في المقابل تتسارع خطوات الدولة اللبنانية لتعويض الوقت الضائع (بسبب "استقالة الحكومة" السابقة وعدم صرف أموال) في محاولة لإنهاء مراحل الإنتقال الى البث الرقمي. إذ أعلنت اللجنة المسؤولة عن متابعة الانتقال الى البث الرقمي انتهاء المرحلة الاولى من البث التجريبي في نهاية شهر أبريل/نيسان الحالي.
يؤكد مدير الترددات في الهيئة الناظمة للإتصالات وعضو لجنة الانتقال الى البث الرقمي محمد أيوب لـ "مهارات نيوز" ان مرحلة البث التجريبي ستنتهي بنجاح كبير، حيث سيرفع تقرير بهذا الخصوص الى وزيري الاعلام رمزي جريج والإتصالات بطرس حرب. ويتابع "ان المرحلة المقبلة يفترض ان تبدأ بعد شهرين تقريباً مع إطلاق دفتر الشروط والتلزيم، لتتبعها مرحلة التنفيذ".
من جهته قال وزير الاعلام رمزي جريج في حديث لـ "مهارات يوز" ان "القضية حساسة جداً، لأنها تكشف مدى إلتزام لبنان بإتفاقية جنيف الملزمة للأطراف الموقعة عليها ومنهم لبنان، لذلك، نحن داعمون في شكل كبير جداً لهذه العملية". ويشير الى انه تم الاجتماع اخيراً مع وزارة الاتصالات واللجنة المتابعة لعملية الانتقال للبث الرقمي، من أجل التنسيق وإجراء المزيد من الدراسات حول جدوى الانتقال، ولا يوجد ما يمنع تطبيق هذه العملية قبل الوقت المحدد.
في السياق يحذر أيوب من عامل الوقت الذي يعتبر ضاغطاً جداً في هذه الفترة، ويذكر مساوئ الفشل في الانتقال، اذ لن تكون محطات التلفزة الأرضية محمية بعد 15 يونيو/حزيران 2015. كما قد يحصل تشويش من الدول المجاورة التي يفترض أن تكون قد انتقلت إلى البث الرقمي، وبالتالي لن تتوافر معدات البث التماثلي، فضلاً عن التضييق على المجال الخليوي في لبنان، وسيؤدي عدم الانتقال إلى جعله مضغوطاً، اما في حال الانتقال فسيفرغ البث الرقمي فضاء الترددات بحوالي 170 ميغاوات، الأمر الذي سيدر على الموازنة مليارات الدولارات.
يذكر ان أعمال اللجنة الوطنية اللبنانية للانتقال إلى البث التلفزيوني الرقمي إنطلقت في حزيران من العام الماضي، وقد استعرض حينها رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ منافع الانتقال، وخصوصاً لناحية تحسين جودة الخدمة ونوعيتها، وإنعاش تلفزيون لبنان الرسمي وتطويره، وتأسيس المدينة الإعلامية في لبنان التي يمكنها أن تجعل منه عاصمة للإعلام العربي ومصدراً للمعلومات، فضلاً عن تأمينها لأموال عدة وكبيرة