اغلق باب الترشيحات للإنتخابات النيابية يوم امس الثلاثاء على تقديم 35 سيدة اوراق ترشحهن من بين 514 مرشحاً. لايعتبر هذا الرقم كبيراً مقارنة مع عدد النساء اللواتي قدمن ترشيحهن للانتخابات النيابية في العام 2013، والذي بلغ 43 سيدة. فالرقم الجديد لا يمثّل طموح المرأة اللبنانيّة، ولا يلبّي هدف الحملات التي قامت بها بعض الجمعيّات من أجل حثّ النساء على الترشّح.

ربما لهذا الرقم مبرراته، خصوصاً ان الجو السائد ينذر بتمديد جديد يلوح في الافق لمجلس النواب الحالي، اضافة الى أن القانون الحالي للانتخابات غير متكافىء، ولا يحتوي على اي ضمانات لتمثيل المرأة اللبنانية في شكل صحيح.

في السياق، اكدت المرشحة للانتخابات النيابية نادين موسى لـ "مهارات نيوز"  ان عدم وجود مظاهر انتخابية هو ما قلل من عدد النساء المرشحات للانتخابات، فالبلد ابعد ما يكون اليوم عن جو الانتخابات. كما تساءلت موسى "اين هي هيئة الاشراف عن الانتخابات؟ اين هي الحملات الانتخابية؟".

في المقابل، اشارت المحامية والمرشحة للانتخابات النيابية ربى شكر الى ان "ترشحي جاء من حاجة لبنان لنساء يستطعن التعبير عن صوتهن في المجتمع، فمن ترشحت من النساء عبرت عن أهمية دور المرأة في الدفاع عن حقوق الانسان. ومن ضمن هذه الحقوق الترشح، وخصوصاً في ظل التمديد اللادستوري وتعطيل دور البرلمان التشريعي".

الطائفية والمناطقية تسيطران

رغم ان اغلب المرشحات الـ 35 يرفضن المنطق الطائفي الذي فرضه قانون الستين المعدل في تقسيماته للدوائر، الا انه الواقع الذي لا يمكن الهرب منه، اذ كان للطوائف والمناطق دور كبير في توزيع المرشحات. فهناك 15 مرشحة مارونية، تليها 10 مرشحات من السنّة. كما لم تشهد مناطق صور، النبطية، المنية- الضنية، الكورة، جبيل، وزغرتا اي حضور نسائي في قائمة الترشيحات.

برلمانيات بالوراثة

في بلد يدّعي المساواة والتحرّر، يبدو غريباً غياب المرأة غير الوريثة عن البرلمان، فالنساء الخمس اللواتي حصلن على مقاعد نيابية في انتخابات 2009 هن بهية الحريري، شقيقة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، جيلبرت زوين حفيدة النائب السابق جورج زوين وابنة النائب والوزير السابق موريس زوين، ستريدا طوق زوجة قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، وابنة أخ النائب السابق جبران طوق، ونايلة تويني إبنة النائب السابق جبران تويني وحفيدة النائب السابق غسان تويني والنائب ميشال المرّ. جميعهن يمثّلن النساء في البرلمان اللبناني... بالوراثة.