صحيح
نشر موقع لبنان الكبير عبر حسابه على تويتر خبرًا أشار فيه إلى أن "فيروس كورونا يمكن أن يسبّب انكماش المخ وتقليل المادة الرمادية في المناطق التي تتحكم في العاطفة والذاكرة وإتلاف أجزاء تتحكم في حاسة الشم".
فهل يسبب كوفيد-19 أضراراً في أجزاء الدماغ المتحكمة بالعاطفة والذاكرة والشم ويقلل المادة الرمادية؟
أعدت جامعة أوكسفورد دراسة نشرت على موقع Nature Journal، تحقق خلالها أطباء من تغييرات في دماغ 758 مشاركًا في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، وهو قاعدة بيانات طبية ومصدر بحثي واسع النطاق، تراوحت أعمارهم ما بين 51 و81 عامًا. وخضع هؤلاء لمسحين للدماغ، خلال 38 شهرًا، إضافة إلى اختبارات معرفية.
حدّدت الدراسة عددًا من التأثيرات أدت إليها الإصابة بكوفيد-19 على الدماغ، بعد 141 يوماً من تشخيص الإصابة، بينها انخفاض أكبر في سمك المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالرائحة. كما ظهر لدى المشاركين تلف أكبر في الأنسجة الموجودة في جزء من القشرة الدماغية المعنية بالشمّ، وانخفاض في حجم المخ بالكامل. وتراوحت هذه التأثيرات من 0.2 إلى 2٪ تغيير إضافي مقارنة بالمشاركين الذين لم يصابوا بالعدوى.
كما أظهر المشاركون المصابون بسارس-كوف-2 أيضًا تدهورًا إدراكيًا أكبر بين عمليتي المسح، مرتبطاً بضمور جزء معين من المخيخ (بنية دماغية) مرتبطة بالإدراك.
وأكدت الدراسة أن هذه النتائج قد تكون قد أظهرت إحدى نتائج الإصابة بسارس-كوف-2، إما عبر المسارات المتعلقة بحاسة الشم أو الالتهاب أو الاستجابة المناعية للجهاز العصبي، أو نقص المدخلات الحسية بسبب فقدان حاسة الشم. ويتطلب ظهور أي ضعف مستقبلي في مناطق الدماغ المصابة لدى المشاركين مزيدًا من التحقيق، عبر إجراء دراسات معمّقة.
إذًا، ما نشره موقع لبنان الكبير صحيح، إذ أن الدراسة التي ارتكز عليها تشير صراحة إلى أضرار وتلف دماغي تسببهما الإصابة بكوفيد-19 ولكن بنسبة تتراوح بين 0.2% إلى 2%.