غير صحيح
انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لجنود معتقلين أرفقت بخبر مفاده أن "حزب الله اعتقل ثلاثة جنود إسرائيليين"، مما أثار بلبلة كبير على وسائل التواصل الاجتماعي متسائلين عن مدى صحة الصورة والخبر.
فهل اعتقل حزب الله جنود إسرائيليين كما تظهر الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي؟
للتمكّن من التحقق من صحة هذه الصورة، عمل فريق مهارات نيوز على عدّة خطوات. كخطوة أولى تمت عملية بحث معمّقة ركّزت على البيانات الصادرة عن حزب الله التي كانت تفيد بأي عمليات ومقاطعة المصادر الإعلامية من مواقع ومجموعات واتسب ولكن لم نجد أي بيان يفيد بعملية اعتقال نفذها الحزب لجنود إسرائيليين.
لهذا انتقلنا إلى المرحلة الثانية التي تستند على البحث عن الناشر الأوّل لفهم إطار هذا المنشور ومصدره. وضعنا الصورة على غوغل إمج ريفيرس وعدنا إلى الناشر الأوّل، ليتبيّن معنا أنه يعود لحساب شخص عراقي شارك المعلومة ومن ثمة بدأت مواقع إعلامية لبنانية ومجموعات واتساب تتناقلها نقلًا عنه، مما طرح العديد من التساؤلات إذ لم يكن من المنطقي أن ينشر شخص في العراق معلومة كهذه قبل أي مصدر لبناني أو الحزب نفسه.
هذا الأمر دفعنا للانتقال إلى المرحلة الثالثة القائمة على التحقق التقني من الصورة والتعمّق بتفاصيلها للتمكن من الحصول على نتيجة حاسمة.
الصورة تطرح الكثير من التساؤلات عند التدقيق بتفاصيلها:
أولاً: لا توجد أي أعلام أو شعارات تشير إلى هوية الطرفين، سواء كان حزب الله أو الجنود الإسرائيليين.
ثانيًا: الصورة مُلتقطة بجودة عالية جدًا، مع إضاءة أمامية وخلفية محترفة، بالإضافة إلى تعديل الألوان لإضفاء طابع سينمائي يثير الشك. وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من المرجح أن تُلتقط الصورة باستخدام الهاتف المحمول بسبب عدم توفر الإمكانيات أو الوقت الكافي في حالات الحروب والنزاعات.
ثالثًا: نظافة الملابس العسكرية وحتى الأحذية (الرناجر) تبدو لافتة، وهو أمر غير منطقي بالنسبة لمقاتلين على الجبهة.
رابعًا: إذا قمنا بتقريب الصورة، نلاحظ تكرارًا في أشكال الجنود وتشابهًا كبيرًا في مظهرهم الخارجي، مما يثير الشكوك حول احتمال أن تكون الصورة مصنوعة باستخدام الذكاء الاصطناعي. وهذا يفسر سبب تغبيش أيدي الجنود المعتقلين، إذ قد تكون الصورة مصنوعة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي غالبًا ما ينتج عنه تشوهات في أصابع اليدين. لذا، قد يكون ناشرو الصورة قد لجأوا إلى تغبيش الأيدي لتجنب إثارة الشكوك حول فبركة الصورة.
خامسًا: إذا قمنا بتقريب الصورة على الجعبة التي يرتديها الجنود المعتقلون، نلاحظ أن الكتابة عليها غير مقروءة وتتكون من أحرف عشوائية. وهذا يشكل دليلاً إضافيًا على أن الصورة قد تكون مصنوعة باستخدام الذكاء الاصطناعي، الذي غالبًا ما ينتج نصوصًا وكلمات بلا أي معنى.
لهذا، بعد جمع كل هذه الأدلة والتفاصيل التي أثارت الشكوك حول الصورة وإمكانية أن تكون مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، قمنا باستخدام برنامج متخصص في كشف الصور المفبركة بالـAI. وقد أكد لنا البرنامج أن الصورة ليست حقيقية.
إذًا، الصورة التي تمّ تداولها على أنها لجنود إسرائيليين تمّ اعتقالهم من قبل حزب الله غيّر صحيحة، وأكد البحث والمعمّق وأداة التحقق من الصور المصنوعة بالذكاء الاصطناعي أنها غير حقيقية ومصنوعة بالـAI.