Loading...

الاعلاميون عالسمع: التنمر لا يرهبنا يا حلو

على منصة احتجاجات لبنان يأتي الاعلاميون في طليعة المؤثرين في خطاب الثورة على موقع تويتر. هذا يعكس الدور الذي يلعبونه في التغطية الاعلامية. تواجدوا في كل ساحات لبنان لنقل مجريات الاحداث ونقل صوت المواطنين. وفي الفترات المسائية اعادوا فتح ملفات الفساد وللمرة الاولى لم يعط المنبر للسياسيين والمسؤولين ليروجوا لانفسهم. الملفات التي فتحت سابقا ولم تلق الصدى المطلوب اخذت بعدا اخر مع الثورة ووقعا اكبر وبدأ الصحافيون يلمسون هذا التأثير. ويشعرون انهم يستعيدون الدور كسلطة رابعة تراقب وتحاسب ولعل ابرز عبارة تعبر عن استعادة المبادرة قول الصحافي رياض قبيسي " I am the one who knocks".

ليست المرة الاولى التي يشهد فيها لبنان هذه الكثافة في التغطية الحية للاحداث، وشهدنا في المرات السابقة تعرضهم للمنع من تغطية او اعتداء عليهم او على معداتهم، ولكنها المرة الاولى التي يتعرضون لحملة تنمر جماعية الكترونية بدأت عبر تعميم ارقام هواتفهم المحمولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مجموعات الواتساب تدعو الى الاتصال بهم لازعاجهم. كما ذهب التنمر أبعد من مجرد الاتصال للازعاج ووصل الى ارسال كافة انواع الشتائم وحتى الفيديوهات الاباحية لاسيما للصحافيات. حملة التنمر هذه تأتي في ظل منظومة لا تحصن عمل الصحافيين ولا تؤمن اي اطار للحماية ولا توفر اي آلية سريعة للشكوى وبالتالي محاسبة المرتكبين وعدم افلاتهم من العقاب.

كل ما يمكن للصحافيين والصحافيات ان يقوموا به هو تقديم شكوى الى النيابة العامة التي تحيلها الى مكتب مكافحة الجرائم الالكترونية للتحقيق لكشف اصحاب هذه الارقام، ويتعلق كشف هوية المتصلين او عدمه بمدى استخدامهم لوسائل تكنولوجية معقدة. تقنيا هناك تطبيقات عديدة تعمل على ما يسمى masking اي حجب الرقم واظهار اي رقم وهمي بديل كما يمكن العمل على برامج اكثر تعقيدا لتوقيت اتصالات دورية عبر تقنيات VOIP.

لا شك ان هذا النوع من التنمر والاستهداف الالكتروني لترهيب الصحافيين اصبح ظاهرة عامة عالمية اليوم، وهو يخلق قلقا نفسيا قد يؤدي الى رقابة ذاتية يمارسها الصحافيون على انفسهم وقد يتجنبون التطرق الى كشف قضايا الفساد ومراقبة السلطة السياسية ولاسيما في البلدان الاقل ديموقراطية حيث لا توجد فعالية لحكم القانون.

ابرز هؤلاء مراسلة قناة الجديد في صيدا جويل الحاج موسى. حيث تم تعميم رقم هاتفها على مجموعات واتساب للهجوم عليها. وأكدت الحاج موسى في حديث الى موقع "مهارات نيوز" ان الهجوم الذي استهدف المراسلين جاء لأن مناصري الاحزاب السياسية يعتبرونهم جزءا من الحراك. واضافت الحاج موسى: "ما يحصل يوضع في خانة الترهيب، ومحاولة ضغط لإيقاف صوت الناس".

اما عن استهداف عدد كبير من المراسلات ونشر ارقام هواتفهن، فتصنفه الحاج موسى في إطار الفكر الذكوري السائد في المجتمع، والذي يحاول ترهيب المرأة لمنعها من القيام بعملها.

الامر ذاته حصل مع مراسلة الجديد نانسي السبع التي قالت عبر تغريدة لها على تويتر " تعميم رقمي على السفهاء مش قوّة ولا ترهيب وبما انو صار رقمي عندكن حفظوه وبس تعوزوه لما يذلوكن عبواب المستشفيات أو تكونوا بحاجة لحدا يوصل صوتكن ... أنا عالسمع وبكل محبة جاهزة للمساعد".

وأكدت السبع في حديث لـ "مهارات نيوز" ان "هذه الاساليب لا تؤثر على عملنا كصحافيين، ونحن نعطي ارقامنا للجميع لأن عملنا يقتضي إيصال صوت الناس". واضافت السبع: "انا مع احترام الخصوصية، لكن من يقوم بهذه الاعمال يستحق التشهير ونشر ما كان يتم ارساله من رسائل مسيئة".

الحملة استمرت مع نشر ارقام هواتف مجموعة اخرى من مراسلي قناة "الجديد"، بداية مع رامز القاضي الذي قال في تغريدة: "مرتان تم تعميم رقم هاتفيفي هذه الانتفاضة !أول مرة من الدواعش وجبهة النصرة عندما قلت أن السيد حسن نصرالله قائد مقاومة ولم يشارك بالفساد، وان كان من مسؤولية سياسية للحزب فليتحملها.والان المرة الثانية وهذهعينة رفضت منطق تعميم الرقم والشتم مشكورين! وللسفهاء نقول يا غيروا الصور يا غيرو منطقكن! #عيب".

كذلك، تعرض الصحافي رياض قبيسي لهذه الحملة، واشار من خلال تغريدة له "خليكم عم توزعوا رقمي. استمروا . انتم من حيث لا تعلمون تساعدوني ليكون معي اكبر جهاز امني في لبنان اسمو الشعب الموجوع. انتو متخيلين شو يعني يكون في عندي ناس بالآلاف عم تبعتلي إخباريات واحيانا ادلة عن فسادكم ولصوصيتكم. استمروا".

وفي حلقة يوم أمس الاثنين 18 تشرين الثاني من برنامج "يوميات ثورة" الذي يعرضعلى قناة الجديد، عرض مجموعة من مراسلي المحطة عددا من ارقام الهواتف التي وجهت لهم رسائل مسيئة، وحاولوا الاتصال بهم على الهواء لمعرفة سبب التهجم عليهم ومن المحرض على ذلك.

لا بد من الاشارة ان الاعلامية ديما صادق، تعرضت منذ مدة لهذه الحملة مع نشر رقم هاتفها ورقم هاتف والدتها، والتعرض لهما بالشتم والتهديد. وقد نشرت صادق عبر حسابها على تويتر صورا لما تتعرض له من شتم وتهديد على واتساب، وقد علقت على الصور " التعميم اللي صدر بالهجوم عليي وشتمي، انا مسامحة، بس من فضلكم وقفوا، شكرا".

كما اشارت صادق في وقت سابق الى تعرض والدتها الى ازمة صحية نتيجة تلقيها مكالمات ورسائل تسيء اليها والى ابنتها.

TAG : ,صحافيين ,لبنان ينتفض ,التنمر الالكتروني