استفاق الطرابلسيون يوم أمس الأحد 31 آب/ أغسطس على خبر وجود عبارة "دولة الإسلام قادمة" على جدار كنيسة السريان في منطقة الميناء. وعملت عناصر الجيش اللبناني على إزالة العبارة وفتحت تحقيقاً بالحادثة الفريدة من نوعها في المنطقة. الحوادث الأمنية الأخيرة أجبرت رواد الأسواق الطرابلسية، خصوصاً المسيحيين منهم، عدم دخول بعض الأسواق الشعبية مثل "السوق العريض" التي تقع في مناطق ذات غالبية اسلامية. واتجهوا الى السوق الموجودة في شارع "سيتي كومبليكس" أو شارع "مدرسة عبرين" التي يعتبرونها أكثر أماناً من سواها.
في السياق عينه، أشار أحد سكان قضاء زغرتا مايكل معوض لـ"مهارات نيوز" أن هناك "نسبة من المسيحيين انتقلوا من طرابلس للعيش في جرود محافظة الشمال أو في المناطق الساحلية مثل جبيل والبترون بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة في طرابلس".
في السياق، اكدت عالمة الاجتماع من مدينة طرابلس مطيعة حلاق ان حال الخوف و"الفوبيا" لا تقتصر على سكان المدينة من المسيحيين، بل تعدت ذلك الى الشباب المتزوجين حديثاً، اذ بات هؤلاء يبحثون عن سكن خارج طرابلس.
رغم كل هذه المخاوف لم يؤثر التهديد بقدوم "الدولة الإسلامية" على إقامة قداس الأحد في كنائس المدينة كلها. اذ أقيمت أكثر من خمسة قداديس الأحد صباحاً. أما بالنسبة الى منطقة الميناء فـ"حركة الشوارع طبيعية منذ صباح اليوم الإثنين 1 أيلول، لكن لا يمكن إنكار الخوف الدائم في نفوس المواطنين"، وفق ما أشارت إليه حلاق. وأضافت أن "ما يحصل في طرابلس لم يضرب العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وما زالوا يعيشون البيت جنب البيت والمحل قرب الآخر".
في المقابل، لفت عضو لجنة "بيت المواطن" التي تعنى بتعزيز المواطنة الفاعلة في طرابلس جورج دروبي لموقع "مهارات نيوز" أن "هدف هذه الأعمال هو خلق الفتنة والبلبلة بين أهالي المنطقة وضرب العيش المشترك"، مؤكداً أن "حركة الشوارع طبيعية لأن الجميع يعلم أن ليس هناك دولة إسلامية قادمة".