صحيح جزئياً
أعلن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم أنّ لبنان قفز 27 مركزًا على مؤشر "أوكلا" Ookla العالمي لقياس سرعة الانترنت، فبات لبنان يحتل اليوم المرتبة 76 من أصل 140 بلدًا بمعدل سرعة يبلغ 25.35 ميغابايت في الثانية بعدما كان 17.16 في الثانية".
ولكن هل يعكس هذا المعدّل واقع الانترنت في المناطق اللبنانية كافة؟
جاء تصريح القرم كمؤشر إيجابي، في حين يشهد لبنان العديد من المشاكل في قطاع الاتصالات، لناحية توقف المحطات لأسباب تقنية أو بسبب نفاذ مادة المازوت، ما أدّى إلى انقطاع الانترنت مرارًا في الكثير من المناطق اللبنانية.
لناحية مؤشر أوكلا
يعتمد مؤشر أوكلا "Speedtest Global Index" في تصنيفاته على متوسّط سرعة التنزيل (Download mbps) لتعكس بشكل أفضل السرعات التي من المحتمل أن يحققها المستخدم في السوق.
وقد حاز لبنان بالفعل في شهر آب 2022 على المرتبة 76، بحسب المؤشّر، بمتوسّط سرعة تنزيل وصلت إلى 25.35 ميغابايت في الثانية، بعدما كان في شهر حزيران 2022 في المرتبة 103 بمتوسّط سرعة وصل إلى 17.16 ميغابايت في الثانية.
سرعة الانترنت
بناء على تصريح وزير الاتصالات، اختار موقع "مهارات نيوز" بشكل عشوائي عدداً من المناطق اللبنانية، وأجرى اختبار سرعة الانترنت (4G) في هذه المناطق وذلك في شهر ايلول، لتظهر النتائج وفق ما تظهره الخريطة أدناه:
وبعدما أظهرت نتائج الاختبار كما تظهر الخريطة اعلاه معدّلات سرعة منخفضة جدا في غالبية المناطق، تواصل موقع "مهارات نيوز" مع وزارة الاتصالات، التي أوضحت أنّ "المعدّل الوسطي الحالي لسرعة الإنترنت على الخليوي هو 25.35 ميغابايت في الثانية بحسب مقياس Ookla العالمي. ولا شكّ أن هذه السرعة تختلف بين منطقة وأخرى وبين توقيت وآخر، وترتبط بعوامل عدة غير تقنية في الأغلب".
وأشارت الوزارة إلى أنّ " شركتي الخليوي تقومان بقياس للسرعة وفق تقنية الـdrive test وبصورة مستمرة ودورية بهدف تحسين الأداء، مع الاعتماد على معدات قياس تتمتّع بمعايير تقنية عالية الجودة لا يرقى إليها شكّ".
وقد أكّدت الوزارة أنّ سرعة الإنترنت على الخليوي تسلك مسارا تصاعديا واضحا منذ تمّوز 2022، إذ تقدّم لبنان 27 مرتبة عالميا وفق مقياس Ookla، والعمل مستمرّ لتحسين أكبر في أداء الشبكة الخليوية.
إثر هذه المعلومات واستنادا الى النتائج المتدنية التي ظهرت في الاختبارات التي أجراها فريق مهارات في المناطق الكبيرة خلال شهر ايلول، تواصل موقع "مهارات نيوز" مع شركة "أوكلا" لمعرفة معايير تصنيف البلدان ومن ضمنها لبنان، وقد ردّت الشركة بإرسالها رابط يشرح المعايير التي يتّبعها المؤشر(speedtest global index)، دون التطرّق إلى لبنان بشكل خاص.
وفي قراءة لهذه المعايير يتضح أن المؤشّر يقارن بيانات سرعة الانترنت حول العالم بشكل شهري، ويستمدّ بياناته من ملايين الاختبارات التي يجريها أشخاص حقيقيون عبر بنية تحتية تضمّ أكثر من 10000 خادم(server) في أكثر من 190 دولة، على ما يورده المؤشر في موقعه الالكتروني.
من هنا، تبرز تساؤلات عدّة حول ماهية البيانات التي اعتمدها مؤشّر "اوكلا" لزيادة التصنيف، فاستناداً للاختبار الذي أجرته "مهارات" في مناطق عدة في لبنان وبشكل عشوائي واستنادا لواقع حال الانترنت الذي يلمسه المواطن اللبناني يوميا في عمله وحياته الخاصة، لا تزال سرعة الانترنت ضعيفة ومتفاوتة جدا بين منطقة وأخرى.
إذا ما صرّح به وزير الاتصالات جوني القرم لناحية تحسن سرعة الانترنت على مؤشر اوكلا صحيح إذ أنّ لبنان قد تقدّم 27 مرتبة على المؤشّر فعلا، ولكن هذا التقدم لا يعكس واقع الانترنت في لبنان في كافة المناطق اللبنانية إذ إنّ معدلات سرعة الانترنت في أغلب المناطق الرئيسية لا تزال ضعيفة، إضافة إلى تفاوت كبير في السرعة بين منطقة وأخرى.
بالتالي يمكن القول ان تقدم لبنان على مؤشر اوكلا هو صحيح جزئيا، اذ ان لبنان قد تقدم فعلا على المؤشر انما هذا التقدم لا يعكس واقع الحال في كل المناطق اللبنانية حيث تتفاوت معدلات السرعة بشكل كبير بين منطقة واخرى.
* تم تعديل هذا الموضوع بتاريخ ٢٠ تشرين الاول ٢٠٢٢، لاضافة رد وزارة الاتصالات كاملا والاشارة الى ان شركتي الخليوي تجريان اختبارات دورية لفحص سرعة الانترنت، كما تم تعديل التقييم من غير صحيح الى صحيح جزئيا اذ ان تصريح الوزير لناحية تقدم تصنيف لبنان صحيح ولكن هذا التقدم لا يعكس الواقع القائم، لذا اعتبر صحيح جزئيا.