Loading...
false

غير صحيح

Offshore Blocks
هل يوجد 4.4 مليار قدم مكعبة من الغاز في البلوك رقم 9؟
08/02/2023

 

نشر موقع النشرة الإخباري عبر حسابه على تويتر معلومة أشار فيها إلى أن هناك تقديرات بوجود 4.4 مليار قدم مكعبة من الغاز في البلوك رقم 9، مما أثار تساؤلات حول صحة الأرقام المذكورة.

 

فهل يوجد 4.4 مليار قدم مكعبة من الغاز في البلوك رقم 9؟ 

 

انتشرت في الآونة الأخيرة مع إعلان ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، أرقام وتقديرات آخرها معلومات شاركتها صحيفة الأخبار في مقالٍ نشرته في 28 كانون الثاني 2023 أشارت فيه إلى أنه تلقى لبنان معطيات مهمة حول أعمال الحفر والتنقيب وبرنامج عمل "توتال" السنة الجارية، إضافة إلى تقديرات أولية تشير إلى أن البلوك رقم 9، حيث يوجد حقل قانا وحقول أخرى، يحتوي على نحو 4.4 تريليون قدم مكعبة من الغاز، موزعة على ثلاث آبار، وهي كمية تفوق احتياطيات حقل كاريش داخل المياه الفلسطينية المحتلة، من دون ذكر أي مصدر رسمي.

 

كما كان قد شارك نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب في مقابلة أجراها عبر قناة الـ LBCI  في الخامس من تشرين الأول 2022 أن "دراسة ثلاثية الأبعاد لشركة توتال أظهرت وجود 1.7 تريليون متر مكعب من الغاز في حقل قانا مقابل 1.2 تريليون في حقل كاريش"، ليتبين أنها معلومات مضلّلة وفق تحقيقِ أجرته مهارات نيوز.

 

ففي هذا السياق، أكدت خبيرة النفط والغاز ومديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان في حديثٍ لـ"مهارات نيوز" على أن الأرقام التي يتم تناولها ليست سوى "حكي صالونات" وغير دقيقة، إذ إن المعنيين الأوائل في هذا الملف، كل من شركة توتال وشركة قطر للطاقة لم تشاركا أي تقديرات بل قدمتا خطة عمل. 

 

وكان قد أشار الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنرجيز" باتريك بويانيه إلى أن الشركة حريصة على بدء العمل في المنطقة التاسعة قبالة سواحل لبنان "في أقرب وقت ممكن"، وأن حفر الآبار سيبدأ في الربع الثالث من عام 2023.

 

وأوضح بويانيه خلال مؤتمر صحافي مشترك في بيروت، عُقد بعد توقيع كونسورتيوم ثلاثي يضم "قطر للطاقة" و"إيني"، اتفاقاً لاستكشاف النفط والغاز في منطقتين بحريتين قبالة ساحل لبنان، أن عملية الحفر ستحتاج لما يقارب الثلاث إلى أربعة أشهر، آملًا أن يأتي في بداية العام المقبل 2024 بنتائج واعدة. 

 

وأضافت هيتايان "اليوم يمكن القيام بمسوحات وتقديم تقديرات بما يمكن أن يتواجد في أماكن الحفر ولكن لا يوجد أرقام، لذلك إلى أن يتم الحفر وتقييم الغاز الذي سيتم اكتشافه لا يمكن الكشف عن أي كميات".

 

وكان قد شرح رئيس قسم الأبحاث في Westwood Global Energy والخبير الجيولوجي كيث مايرز في حديثٍ سابق لموقع "مهارات نيوز"، أنه حتى عند القيام بتحليل البيانات السيزمية الثلاثية الأبعاد لا يكفي لتأكيد وجود الهيدروكربونات بكميات تجارية، لهذا يجب أن تكون الهيدروكربونات موجودة بكميات كافية وقابلة للإنتاج باسعار يمكن أن تبرر تكلفة الإنتاج. وهذا الأمر لا يمكن تأكيده قبل الحفر.

 

أما بما يخص الثروات النفطية مقابل الغاز، من المعروف أن المسح الزلزالي غير موثوق للتنبؤ بالكميات. أما إذا كانت البقع المسطحة موجودة، فمن المرجح أن يكون هناك غاز أكثر من النفط. لذا،  فإن النفط في عرض البحر في لبنان هو تخميني ويستند إلى نماذج جيولوجية غير مثبتة.

 

إذًا ما نشره موقع النشرة الإخباري غير صحيح، إذ إن المعنيين الأوائل في الملف لم يصرحوا بأي أرقام، كما يؤكد الخبراء أن التقديرات الكمية لا يمكن القيام بها إلا بعد إنهاء الحفر.