Loading...
false

غير صحيح

Mu
هل تدلّ كثرة الطفرات والإصابات على أنّ ثمّة من يتحكّم بانتشار كوفيد-19؟
22/08/2022

 

نشر موقع "لبنان 24" في 3 آب 2022 تصريحاً لرئيس "التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني" وممثل الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية في لبنان البروفسور رائف رضا مفاده أنّ تزايد إصابات وطفرات كوفيد-19 يدلّ على أنّ هناك أياد خفيّة صنعته وتعرف إدارته ومتابعته. وذكر أنّ عدد الوفيات حول العالم تجاوز 17 مليون إصابة.

وسأل في تصريحه: "أيمكن أن تأخذ الناس اللقاحات وتصاب؟"، مشيرا إلى أنها مقدّمة "لحرب جرثومية".

فهل كثرة الطفرات والإصابات تدلّ على أنّ ثمّة من يتحكّم بانتشارحرّك وباء كوفيد-19؟

 

لناحية ازدياد الطفرات والإصابات

تتغيّر جميع الفيروسات بما في ذلك كوفيد-19 مع مرور الوقت. ولمعظم التغيّرات تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس. 

ومع ذلك، قد تؤثر بعض التغيرات على خصائص الفيروس، مثل مدى سهولة انتشاره أو شدة أعراض المرض المصاحبة أو أداء اللقاحات ، أو على مستوى الأدوية العلاجية أو أدوات التشخيص أو تدابير الصحة العامة والاجتماعية الأخرى.

يحتوي  كوفيد-19  على الحمض النووي الريبي (RNA) كمادة ورائيّة. (ورائية؟) وتتمتّع هذه الفيروسات بمعدل طفرات عال أي أنّه قادر على إنتاج المتحوّرات بشكل أعلى بكثير من الفيروسات العاديّة بحسب ما تشير إليه المراكز الصحيّة الرسميّة كالمكتبة الوطنيّة للطب (NCBI).

ويقول نائب رئيس الطب لسلامة البيانات والتحليلات في مركز جون هوبكنز للطبّ ستيوارت راي: "إنّ طبيعة فيروسات الحمض النووي الريبي مثل فيروس كورونا تتطور وتتغير تدريجيا، وهذه الكثرة في الطفرات ليست جديدة ولا غير متوقّعة على سبيل المثال، تتغيّر فيروسات الانفلونزا كثيرا ولهذا يوصي الأطباء بالحصول على لقاح جديد ضد الإنفلونزا كل عام".

وطالما طالما يستمرّ كوفيد-19 بالانتشار في المجتمعات، من المحتمل أن تزيد المتحوّرات والسلالات الفرعيّة لها، وفق راي.

وتعتبر المنظمة أنّ استمرار انتقال العدوى يخلق طفرات جديدة للفيروس، لذلك تقوم سياسة مكافحة الفيروس على الحدّ من انتقال كوفيد-19 وصولا لإنهاء الجائحة.
 

لذلك، تقوم منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع المعنيين من شركاء وشبكات خبراء وسلطات وطنية، ومؤسسات وباحثين برصد وتقييم تطور كوفيد-19 بشكل مستمر لفهم كيفية انتشاره بشكل أكبر وتطبيق سياسة تمنع هذا الانتشار.

أما عن ازدياد الإصابات، فتقول الدكتورة ماريا فانكيرهوف في مقابلة مع منظمة الصحة العالمية، إنّ هناك بعض المتغيّرات التي تنتشر بسرعة أكبر كمتغيّر "أوميكرون" وبالتالي تؤدي الى ارتفاع عدد الإصابات. لكن المنظّمة تكثف عملها الرقابي حول العالم لفهم الفيروس بشكل أفضل، وتبقى اللقاحات المتاحة الطريق الفعّال الوحيد للوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة، بما في ذلك ضد السلالات الفرعية لأوميكرون.

 

لناحية الإصابة بعد تلقّي اللقاح

في مقابلة مع منظمة الصحة العالمية، قالت الدكتورة كاترين أوبريان إنّ اللقاحات المتاحة توفّر حماية بنسبة 80 إلى 90%، لكن هذا لا يعني أن هذه حماية كاملة إذ لا يوجد لقاح لأي مرض يوفّر حماية 100%.

وأضافت: "ستكون هناك إصابات بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات بالكامل وبالتأكيد بين بعض الأشخاص الذين تلقوها جزئيًا. لا يعني ذلك أن اللقاحات لا تعمل أو أن هناك خطأ ما في اللقاحات. يعني ذلك أنه لا يتمتع كل من يتلقى اللقاحات بحماية بنسبة 100 في المائة".

وفي إرشادات المنظمة حول لقاحات كوفيد-19، توضح أنها توفّر على الأقل بعض الحماية من العدوى وانتقالها، ولكن ليس بقدر الحماية التي توفرها ضد الأعراض الخطيرة والوفاة. وتؤكد أنّ هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لتحديد مدى نجاحها في إيقاف العدوى وانتقالها.

إذاَ، ما تمّ نشره من قبل الدكتور رائف رضا غير صحيح ومضلّل ويؤثر بشكل خطير على عمليّة التمنيع المجتمعي وعلى التخلّص من جائحة كوفيد-19. لذلك يجب العودة دائما إلى المراكز الصحيّة الرسميّة كمنظمة الصحة العالمية.