نشر موقع "ليبانون ديبايت" مقالا يفيد بأنّ الإصابات الخارقة للقاحات توفر مناعة كبيرة ضد كوفيد-19، وربما تسهم في تفكيك الجائحة. وجاء في عنوان المقال "لماذا نصاب بكورونا رغم تلقينا جرعات اللقاح؟!".

فهل توفّر الإصابات الخارقة للقاحات مناعة كبيرة وتسهم بالفعل في تفكيك الجائحة؟

نقل موقع "ليبانون ديبايت" المقال عن موقع قناة "العربية"، وقد استند المقال على دراسة أعدتها جامعة أوريغون للصحة والعلوم في الولايات المتحدة.

 بالعودة إلى المقال المنشور على موقع الجامعة، استخدمت الدراسة عيّنات الدم لتوصيف الاستجابة المناعية لفيروس كوفيد-19. ورصد الباحثون استجابة مناعية قوية لدى 99 موظفا من الجامعة ممن تمّ سحب الدم منهم بغية إجراء البحث.

وخلص الباحثون إلى أنه "مع ارتفاع عدد حالات أوميكرون الفرعية ومع استمرار حملات التلقيح والتعزيز العالمية، ستكتسب نسبة متزايدة من سكان العالم استجابات مناعية قوية قد تكون وقائية ضد المتغيرات المستقبلية وربما تساهم في تفكيك جائحة كوفيد-19". إضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن الاستجابة المناعية كانت قوية بالقدر ذاته بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر.

وقال الأستاذ المساعد في الطب والمشارك في الدراسة مارسيل كورلين: "في وقت مبكر من الوباء، كان لدينا معدل وفيات مرتفعاً للغاية في بعض الفئات الضعيفة، مثل كبار السن في دور رعاية المسنين، لكن هذا الواقع يتغير ببطء". 

وأضاف كورلين أنّ "الدراسة تدعم فكرة أن التلقيح هو الطريق إلى مرض أكثر اعتدالاً. بصرف النظر عن الفئة العمرية، فإن فرص الإصابة الخطيرة عند تلقي العدوى مرة أخرى تبدو أقل بكثير مما كانت عليه في بداية الوباء".

وفي هذا السياق، تقول الطبيبة سميا سواميناثان في مقابلة مع منظمة الصحة العالمية  إنّ النظام المناعي لدى البشر يقوم بردة فعل أولية على أي فيروس جديد يدخل الجسم عبر إنتاج الأجسام المضادة وينشّط الجهاز المناعي للقضاء على الفيروس. بعدها، يطوّر الجسم البشري استجابة للذاكرة، أي أنه في المرة التالية التي يرى فيها الجسم الفيروس ذاته يكون قادراً على الاستجابة بشكل أقوى وأكبر.

ولا تنتقص الاستجابة المناعية الذاتية من دور اللقاحات المضادة لكوفيد-19. فميزّة اللقاحات أنها تعزّز الجهاز المناعي بشكل كبير وتضمن ذاكرة جيّدة للجهاز المناعي خصوصا عند الفئات التي لا تمتلك جهازاً مناعياً طبيعياً قوياً. لذا تعتبر المناعة الطبيعية والمحصّنة بجرعات اللقاحات الحماية الأكثر أهمية بوجه الجائحة، بحسب سواميناثان.

وتؤكّد مؤسسة " Gavi" التي تعمل على توفير وصول اللقاحات الى الدول الأكثر فقراً،  أن العدوى الطبيعية تعطي مناعة مماثلة لجرعتين من اللقاح ضد الإصابة بمتحورات كوفيد-19، كمتحور أوميكرون وسلالاته الفرعية لكنها لن تكون وقائية بنسبة 100%.

إذاً، ما تمّ نشره صحيح لناحية مضمون الدراسة ولكون الإصابات الخارقة للقاحات تؤمّن مناعة كبيرة. ومن المؤكد  بالتالي أنها تسهم في تفكيك جائحة كوفيد-19.