من يمر في أزقة بيروت وشوارعها يدرك جيداً ان المدينة تتمتع بتاريخ لم تمحه الحروب والنزاعات التي مرت عليها. فبيروت التي كانت ملتقى الكثير من الحضارات، من الفينيقية إلى اليونانية والرومانية والإسلامية، لا تزال تحتفظ ببقايا آثار تؤرخ تلك الحقبات. العراقة والتاريخ شفعا لبيروت في إحتلال المركز 14 على قائمة أفضل الأماكن جمالاً بالعالم، وهي المسابقة التي تنظمها صحيفة "كوندي ناست" للعام الـ 27. القائمة التي ضمت 25 مدينة ومكاناً تقدمت فيها بيروت على مدينة سيدني الاوسترالية، شيكاغو الاميركية، والعاصمة النمساوية فينا.
في السياق، تقدمت بيروت ست مراتب بعدما احتلت في العام 2013 المرتبة 20. يتساءل البعض كيف تحتل بيروت ذلك التصنيف والمخالفات تنخر جسدها العمراني؟ عشوائيات، سوء تخطيط، "عجقة" سير "لها اول وليس لها آخر"، مع اول "مطرة" تصبح بعض مناطق المدينة بموجبها جزراً معزولة. تقلص حجم المساحات الخضر لتصل الى 3 في المئة وفق دراسة لجمعية Corporate Social Responsibility، وإذا إستثنينا منها حرج بيروت المقفل منذ عقدين ستصبح المساحة بحدود 1 في المئة، وانفجار سكاني سببه دخول آلاف اللاجئين السوريين لبنان. ربما هذا التساؤل مشروع في ظل عدم وجود معايير معروفة لإختيار المدن الأجمل في العالم من خلال المسابقة التي تنظمها الصحيفة.
معايير التصويت التي يمكن ان نستشفها من خلال تخصص صحيفة "كوندي ناست ترافيلر" الأميركية بتغطية مواضيع السفر والطعام الراقي، فإن ما يميز بيروت هو انتشار عدد كبير من الفنادق الفخمة إضافة الى المطاعم والمراكز التجارية. كما شدد موقع الصحيفة السياحية على بقاء بيروت مقصداً للسياح، رغم الاجواء السياسية غير المستقرة في منطقة الشرق الاوسط. اذ وصفت الصحيفة المتخصصة العاصمة اللبنانية بـ "المدينة التي لا تموت".
لذلك، يعتبر هذا التصنيف خطوة جيدة في عودة الحياة السياحية الى بيروت ولبنان. والسؤال المطروح، هل تستطيع وزارة السياحة والحكومة اللبنانية الإفادة من مركز بيروت في هذه المسابقة لإعادة تنشيط السياحة التي تعاني مشكلات عدة ابرزها عدم وجود استقرار سياسي وأمني، وتحاشي السائحين الخليجيين والعرب السفر الى لبنان.