صرّح رئيس مركز الدراسات والأبحاث الأنتروستراتجية، عباس مزهر لموقع "سبوتنيك" أنّ " ثروة لبنان من الغاز تقدر حاليا بـ180 مليار دولار، ومن النفط 40 مليار دولار، أي 220 مليار دولار، ولكن اليوم بعد ارتفاع أسعار النفط والغاز تصل تقديرات الثروة بين 500 إلى 600 مليار دولار.

وأضاف مزهر أنّ "  لبنان يشهد على بدء عمليات التنقيب عن الغاز والنفط في البلوك رقم 9، ورغم أن حسم وجود ثروة كبيرة في حقل "قانا" لم يتأكد بعد، إلا أن القيام بعمليات التنقيب هو مؤشر جيد على وجود ثروة كبيرة، وبخاصة بعد الفحص الأولي من خلال الصور الثلاثية الأبعاد".

وقد ساهمت هذه المعلومات، بإثارة ردود فعل ايجابية على مواقع التواصل الاجتماعي معتبرين أن بلوك رقم 9 يملك ثروة كبيرة وغير متوقّعة، بالإضافة إلى تداول هذه المعلومات من قبل بعض الصحافيين والمواقع الإخبارية

فهل تقدّر فعلا ثروة لبنان بـ 220 مليار دولار من الغاز والنفط؟

أعلنت شركة توتال الفرنسية في 22 آب 2023 عن البدء لعملية التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 عبر موقعها الرسمي.

وخلال الإعلان، لم تذكر الشركة أي أرقام حول الثروة النفطية الموجودة في البلوك رقم 9. ومن خلال البحث عبر المواقع الرسمية الأخرى كوزارة الطاقة اللبنانية، يتبيّن أيضا أن لا أرقام رسمية حول كميات النفط والغاز الموجودة في البلوك رقم 9

وقد قال المدير العام لشركة توتال في لبنان رومان دي لا مارتينيز: "يسرنا أن نعلن أن عمليات الحفر ستبدأ في غضون أيام قليلة، بفضل التزام فرقنا ودعم السلطات اللبنانية وشركائنا. ستمكننا هذه البئر الاستكشافية من تقييم جدوى موارد الهيدروكربون وإمكانيات الإنتاج في المنطقة".

أما في ما يخصّ الفحص الأولي من خلال الصور الثلاثية الأبعاد، فكان شرح رئيس قسم الأبحاث في Westwood Global Energy والخبير الجيولوجي كيث مايرز في حديثٍ سابق لموقع "مهارات نيوز"، أنه حتى عند القيام بتحليل البيانات السيزمية الثلاثية الأبعاد لا يكفي لتأكيد وجود الهيدروكربونات بكميات تجارية، لهذا يجب أن تكون الهيدروكربونات موجودة بكميات كافية

إذا ما يتمّ تداوله غير صحيح، إذ إلى اليوم لا يمكن تحديد كميات النفط والغاز الموجودة في البلوك رقم 9 وما إذا كانت كميات تجارية أم لا، بالتالي لا يمكن تحديد حجم الثروة التي يمتلكها لبنان، بانتظار انتهاء عملية التنقيب التي تنتهي بين شهر تشرين الأول وتشرين الثاني 2023.